الاثنين، 6 يونيو 2016

حديث جئنتكم بالذبح

- جواب مَن أنكر قول النبي صلى الله عليه وسل للمشركين من قريش: «تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ».
-
- نص الحديث:
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا أَكْثَرَ مَا رَأَيْتَ قُرَيْشاً أَصَابَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا كَانَتْ تُظْهِرُ مِنْ عَدَاوَتِهِ؟ قَالَ: حَضَرْتُهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْماً فِي الْحِجْرِ فَذَكَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صَبَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَطُّ: سَفَّهَ أَحْلاَمَنَا، وَشَتَمَ آبَاءَنَا، وَعَابَ دِينَنَا، وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَسَبَّ آلِهَتَنَا، لَقَدْ صَبَرْنَا مِنْهُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ. أَوْ كَمَا قَالُوا. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ يَمْشِى حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ طَائِفاً بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ مَا يَقُولُ. قَالَ: فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِى وَجْهِهِ، ثُمَّ مَضَى فَلَمَّا مَرَّ بِهِمْ الثَّانِيَةَ: غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ مَضَى، ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ الثَّالِثَةَ فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، فَقَالَ: «تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ». فَأَخَذَتِ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ كَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ وَصَاةً قَبْلَ ذَلِكَ لَيَرْفَئُوهُ بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُ مِنَ الْقَوْلِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ انْصَرِفْ رَاشِداً فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ جَهُولاً. قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ وَأَنَا مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ؛ فَبَيْنَمَا هُمْ فِى ذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كَذَا وَكَذَا. لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ قَالَ: فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ أَنَا الَّذِي أَقُولُ ذَلِكَ». قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ. قَالَ: وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ دُونَهُ يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِي: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}. ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ فَإِنَّ ذَلِكَ لأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشاً بَلَغَتْ مِنْهُ قَطُّ. (رواه أحمد وابن حبان)
-
- فإذا نظرت في متن الحديث تجد:
1- تغافل المتعاقل أن النبي صلى الله عليه وسلم صبر على أذاهم له.
2- تغافل أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من الله أن ينصره عليهم في غير ذلك الموضع: فكان؛ ودعا أن يُخرِج الله من أصلابهم من يوحده ولا يشرك به شيئًا: فكان. وهذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم تسليمًا.
- فلا يتعدى قوله صلى الله عليه وسلم هذا القول للملأ من قريش الذين تطاولوا عليه: كونه يعضًا من جملة ما أيده الله به من النبوات، كقوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (سورة القمر: 45). ففيه إخبار بقيام دولة الإسلام، وحصول الشوكة لها، ووقوع اللقاء في حرب يلتقي فيها الجمعان، وإخبار بنتيجتها.
- وكان مصداقه في بدر على وفق ما أخبر الله به.
3- أن ذلك السائل الكتابي غير المسلم يغضب لأصنام المشركين.!! وينكر تهديد النبي صلى الله عليه وسلم لهم: كما فعل سلفه من أهل الكتاب الذين قالوا لهم عن أصنامهم: {هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلًا}. (سورة النساء: 51)
4- أنه يعيب بإنكاره للحديث على أبي بكر رضي الله عنه أنه دفع الكفار عنه نبي من أنبياء الله وهو يدعو المشركين إلى عبادة الله رب العالمين رب موسى وهارون وعيسى منزل القرآن والتوراة والإنجيل.!!
5- أنه يغفل أن المستضعفين قد آمنوا به صلى الله عليه وسلم، وتحملوا التعذيب والقتل في سبيل ذلك الإيمان؛ وأن مكة كان فيها المؤمنون الذين لا يقدرون على إظهار إيمانهم بسبب سطوة المشركين.
6- تغافله أن عاقبة الأمر كانت لما نصره الله أن آمن به أهل مكة كلها.. وكل ذلك حجة على أولئك الذين استكبروا عن الإيمان أول الأمر وعطّلهم عن الإيمان طاعتهم لأهل الكتاب في زمانهم.
7- تجد في الحديث ثباته وشجاعته صلى الله عليه وسلم، وثقته بربه، وهذا مدح له.
- مع استحضار أنه في ذلك الوقت ليس في قوة ولا منعه ولم يشرع الله له الجهاد بعد.
8- وتجد صدقه في حديثه مع عدوه الذي يتربص به. .... «نَعَمْ أَنَا الَّذِي أَقُولُ ذَلِكَ». ....

- والحمد لله أولًا وآخرًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق