الرأي الأول اعتماداً على : أمانيوس مارسيللينوس Ammianus Marcellinus في القرن الرابع الميلادي:
المؤرخ الروماني أمانيوس مارسيللينوس والذي عاش في القرن الرابع الميلادي اي قبل الاسلام بقرنين ونصف على الاقل, عرفها باسْم "المدينة المقدسة hierapolis" وذلِك أثناء ذكره لسبع مدن من مدن العربية[1]
1- الدكتورة آمال الروبي "إن المؤرخ أميانوس ماركللينوس قام بوضع قائِمة لسبع مدن في بلاد العرب الجنوبية ليس من بينها مكةأو مكو ربا ولكنه ذكرها بصفتها التي اشتُهِرت بها كمدينة مقدسة Hierapolis لذلِك ذكرها بهذا الإسْم. إذا قمنا بعمل مفارلانة بين المدن التي ذكرها كل من أميانوس وبطليموس في الجانب الغربي من بلاد العرب نلاحظ أنها تكاد تكون متماثلة فيما عدا قيام أميانوس بترجمة مدينة مكوراباالتي ذكرها بطليموس ووضعها تحت اسم المدينة المقدسة. لقد كان الفارق الزمني بينهما حوالي قرنين من الزمان اشتُهِرت فيها المدينة كمدينة مقدسة لذلِك ذكرها تحت هذا الإسْم"[2] .
[1] , [2] في تعليقها وردها على باتريشيا كرون في الحاشية في ترجمتها لكتابها “تجارة مكة وظهور الإسْلام" باتريشيا كرون, ترجمة/د.آمال الروبي 1/237
.........................................
رحلة الى أعماق الزمن .. ونتوقف مع ترجيحات كِبار المؤرخين عند القرن الميلادي الثاني :
الرأي الثاني اعتِماداً على: بطليموس في القرن الثاني الميلادي:
كلاوديوس بطليموس , والذي عاش في القرن الثاني بعد الميلاد, تناول العرب والمسلمون كتاباته مبكراً بالإهتمام والترجمة إلى العربية [3] وقد تعرض إلى ذِكْرِ مكة في كتابيْهِ " الجغرافية" وكتاب " ملحمة البلاد" ومما يُرجّح ذلِك :
1- نقل لنا المؤرخ والجغرافي العربي ياقوت الحموي - والذي عاش في القرن الميلادي الثاني عشر – في معجمه الجغرافي الفريد "معجم البلدان" [4] عن كتاب الملحمة المنسوب لبطليموس[5] قوله : "مكة بيت الله الحرام قال بطليموس طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة وعرضها ثلاث وعشرون درجة وقيل إحدى وعشرون تحت نقطة السرطان طالعها الثريا بيت حياتها الثور وهي في الإقليم الثاني أما اشتقاقها ففيه أقوال.."[6] .
2- وجاء في كتاب الجغرافية قوله عند سرده لبلاد وقرى العربية[7]" البلاد والقرى الموجودة في العربية السعيدة كالتالي :" ثم قام بتعدادها , وانتقل إلى منطقةِ أرض بني تميم, ( منطِقة حائِل في شمال غرب الجزيرة ) وذكر من اسماء مناطِقها: "ثمان, سلمى , جُراد, المروت .. " , ثم انتقل إلى منطقة تيماء , وذكر من قراها ومدنها " يثْرِب, وقران, وجي الرويْثة .. " ثم الى مكة وجاء ذكرهم متتابعين على النحو التالي:
3- بعض المؤرخين والمستشرقين (كارل بروكلمان, موشي بيرلمان ) : يعرفون مكة بانها هي المراد بقول بطليموس : " مكربة “.. " مكة : مكان الميلاد لنبي العرب ( والتي يُسميها بطليموس "مكربة" ربما لأن مكرب حسب العربية الجنوبية تعني " البيت" , "الهيكل" ) وتقع في الحجاز..."[8]
4- تشارلز فورستر في كتابه الجغرافية التاريخية لبلاد العرب : يرى أن ماكورابا هي تحديداً, مكة , بل يؤكد ويستمر في كتابه لإثبات أن اصل التسمية كان "ماكورابا بمعنى : مدينة الحرب" وأن مكة ماهي إلا اختِصار لهذه التسْمِية.[9]
5- المستشرق الهولندي أرند جان فنسن في دارة المعارف الإسلامية طبعة بريل يعتبرها حقيقة لا تقبل الجدل “a fact " أن مكة هي نفسها مكوربا التي ذكرها بطليموس![10]
6- مؤرخ تاريخ العرب " جواد علي" رجّح هذا القول في المفصل فقال " وإذا صح رأينا في أن موضع "Macoraba" هو مكة، دل على أنها كانت قد اشتهرت بين العرب في القرن الثاني بعد الميلاد, وأنها كانت مدينة مقدسة يقصدها الناس من مواضع بعيدة من حضر ومن بادين، وبفضل هذه القدسية والمكانة بلغ اسمها مسامع هذا العالم الجغرافي اليوناني البعيد، ودل أيضا على أنها كانت موجودة ومعروفة قبل أيام "بطلميوس"؛ إذ لا يعقل أن يلمع اسمها وتنال هذه الشهرة بصورة مفاجئة بلغت مسامع ذلك العالم الساكن في موضع بعيد, ما لم يكن لها عهد سابق لهذا العهد."[11]
7- أستاذة التاريخ والدراسات العربية , المستشرقة جاكلين شابي تؤكد أن مكة هي ماكورابا كما ذكرها بطليموس في جغرافيته [12]
8- بعض المؤرخين مثل (فازليف A. A. Vasiliev, راجوزين S. Ragozin) "مكة وهي "مكربة" في الكتابات القديمة "[13].
فهذا غيْضٌ من فيْض , ولو شْئنا لأطلنا في أسماء المؤرخين والمستشرقين الذين كتبوا في اثبات ذِكْرِ بطْليموس ومعرِفَتِهِ لمكة المكرمة في القرْن الميلادي الثاني. وبهذا يتّضِح أن دعوى أن المؤرخين لا يروْن لمكة وجود قبل القرن الميلادي الرابع هو تعميم جاهل ومغالطةُ مستهتِر. ونقول أنه يصِح ترجيحُ وجودِ مكّة إلى القرن الميلادي الثاني بل وما قبلها , فكما ذكر جواد علي فقال : ودل أيضا على أنها كانت موجودة ومعروفة قبل أيام "بطلميوس"؛ إذ لا يعقل أن يلمع اسمها وتنال هذه الشهرة بصورة مفاجئة بلغت مسامع ذلك العالم الساكن في موضع بعيد, ما لم يكن لها عهد سابق لهذا العهد."[14]
________________
[3]. تُرْجِم كتاب بطليموس في الجغرافية , وكتاب المجسطي في الفلك إلى العربية لأول مرة في القرن الميلادي الثامن وأول التاسع على يد الحجاج بن مطر الحراني, ثم ترجم كتاب الجغرافية للمرة الثانية على يد ثابت بن قرة الحراني في القرن الميلادي العاشر في عهد الخليفة المعتضد.
[4]ويقول جوستاف لوبون في كتابه " قصة الحضارات" عن هذه الموسوعة الجغرافية الضخمة لياقوت الحموي " موسوعة جغرافية ضخمة جمع فيها كل المعلومات الجغرافية المعروفة في العصور الوسطى. ولم يكد يترك شيئًا من هذه المعلومات إلا أدخله في هذه الموسوعة؛ من فلكٍ، وطبيعة،وعلوم آثار، والجغرافية البشرية، والتاريخ، هذا إلى ما أثبته فيها من أبعاد المدنبعضها عن بعضٍ، وأهميتها، وحياة مشهوري أهلها وأعمالهم، ولسنا نعلم أن أحدًا أحبَّالأرض كما أحبها هذا العالم العظيم"
[5] كتاب " ملحمة البلاد" , أحد الكتب المنسوبة إلى بطليموس وهي مفقودة اليوم وقد نقله ياقوت الحموي في معجمه الشهير معجم البلدان, وفي أكثر من مرة يذْكُر نقله عن الكتاب " الملحمة" ثم صرّح باسْم الكِتاب "ملحمة البلاد" في الحديث عن "فارس" راجِع معجم البلدان 4/ 226 .
[6] معجم البلدان, ياقوت الحموي 5/181.
[7] Ptolemy, Geography, book VI,1/139
[8] History of the Islamic Peoples: With a Review of Events, 1939-1947. Contributors: Carl Brockelmann - author, Moshe Perlmann - author, Joel Carmichael - transltr, Moshe Perlmann - transltr. Publisher: G. P. Putnam's Sons. Place of Publication: New York. Publication Year: 1947. Page Number: 12.
[9] Charles Forster” The Historical Geography of Arabia: Or, The Patriarchal Evidences of Revealed Religion”,P.265
[10] E.J. Brill's first encyclopaedia of Islam 1913-1936,P.590
[11] جواد علي "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسْلام" , 7/10
[12] Encyclopedia of the Middle Ages, Jacqueline Chabbi,2/931.
[13] History of the Byzantine Empire: From Constantine the Great to the Epoch of the Crusades. Volume: 1. Contributors: A. A. Vasiliev - author, S. Ragozin - transltr. Publisher: University of Wisconsin. Place of Publication: Madison, WI. Publication Year: 1928. Page Number: 246.
[14] جواد علي "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسْلام" , 7/10
الترجيح الثالث اعتمادًا على : ديودورس الصقلي في القرن الأول قبل الميلاد:
وإن طالعنا كُتُبَ قُدماء المؤرِّخين قبل الميلاد .. فإننا نجد ديودورس الصقلي والذي كتب تاريخَهُ في القرن الأول قبل الميلاد يذكر بيْتاً في جزيرة العرب يتعبد إليه العرب ويُقدِّسونه , وأنه يقعُ ما بيْنَ الثموديين والسبأيين .. وقد ذهب جمْعٌ من المؤرخين لترجيح أن هذا البيْت هو الكعبة , فمعلوم أن الثموديين سكنوا شمال الحجاز في مدائِن صالِح تلك المدينة الأثرية في الشمال الغربي من جزيرة العرب. ومعلوم أن السبأيين سكنوا في جنوب الحجاز , في بلاد اليمن في الجنوب الغربي من جزيرة العرب .. فعليْهِ يكون هذا البيْتُ الذي يُقدِّسُهُ العرب يقعُ في الحجاز غرب جزيرة العرب , في منتصفِ الطريق بين الشمال والجنوب , وهو موقِعُ الكعبة المشرفة بيتُ الله الحرام الذي أجمَعَ على تقديسِها كل العرب. ونص ما كتبه ديودورس كالتالي "وساكنوا هذه الأرض قرب الخليج والمعروفين ببني زومين, يحصلون على طعامهم عن طريق صيد حيوانات الارض ويأكلون لحمها. وهيكل أقيمَ هناك وهو مقدس جدًا ويوقره العرب إلى أقْصى حد"[15]
المؤرِّخون الذين أثبتوا ونقلوا شهادة ديودورس ورجّحوا أنها الكعبة:
1- جورجي زيدان : وقد نقل لنا كلام ديودورس فقال " ووراء أرض الأنباط بلاد بني (زومين) وفيها هيكل يحترمه العرب كافة احتراماً كثيراً" ,ثم علّق جورجي زيدان وقال : " فلعله يريد الكعبة, وأما بنو زومين فربما أراد بهم جرهم أو غيرهم من قبائل العرب التي تولت مكة. " [16]
2- المؤرخ جيبون Gibbon : وفي تاريخه عن روما يؤكد أن الكعبة أقدم من المسيحية فيقول : " إن القِدَم الأصيل للكعبة يتعدى العصْر المسيحي : ففي وصْفِهِ لشاطيء البحر الأحمر فإن المؤرخ اليوناني ديودورس الصقلي لاحَظَ وجود بيتٍ شهيرٍ (هيكل) بيْن الثموديين والسبأيين حيُْث أن منزلته وقداسته محفوظة بين كل العرب"[17]
3- جماعة من المستشرقين وافقوا جيبون أمثال :Gibbon, Perceval de Caussin, Ley and Krehl[
] ... ويقول جواد علي في كتابِه المفصل ".. وهو يخالف بذلك رأي "كيين" "GIBBON"، ورأي جماعة من المستشرقين رأت أن مكة لم تعرف ولم تشتهر إلا في القرن الأول قبل الميلاد، مستدلة على ذلك بما ورد في تأريخ "ديودورس الصقلي" من وجود معبد ذكر عنه أنه كان محجة لجميع العرب، وأن الناس كانوا يحجون إليه من أماكن مختلفة. ولم يذكر "ديودورس" اسم المعبد، ولكن هذه الجماعة من المستشرقين رأت أن هذا الوصف ينطبق على الكعبة كل الانطباق، وأن "ديودورس" قصدها بالذات"[19].
[18
4- المستشرق الأسكتلندي السير ويليام موير W. Muir(1819- 1905 ) في كتابه حياة محمد يرى ان هذا البيت الذي عناه ديودورس لا يعني الا الكعبة "لأننا لم نعلم اي بيت قدسه العرب جميعاً غيرها"[20]
5- أما دوزي R. dozy وإن كان لايرى ان هذا البيت يُراد به الكعبة , إلا أنه في كتابه "بني اسْرائيل في مكة" فإنه يرى أن ديودورس يتكلم عن معبد من تلك المعابد التي كانت منتشرة في شمال الجزيرة العربية , وأن فيه دليل غير مباشر على تاريخية الكعبة , فمعرفة ديودورس بأن العرب يقدسون معبداً ما في زمانه ويوقرونه جعلته يظن أن هذا الأمر متعلق بهذا المعبد كذلِك, فبالغ بوصْفه [21] وينقل لنا جواد علي نفْس الرأي فيقول : "ما ذهب إليه بعض الباحثين من أن المعبد الشهير الذي ذكره "ديودروس الصقلي" "Diodorus Siculus" في أرض قبيلة عربية دعاها "1Bizomeni"، وقال: إنه مكان مقدس له حرمة وشهرة بين جميع العرب، هو مكة -فهو رأي لا يستند إلى دليل مقبول معقول، فالموضع الذي يقع المعبد فيه، هو موضع بعيد عن مكة بعدًا كبيرًا وهو يقع في "حسمى" في المكان المسمى "روافة" "غوافة" على رأي "موسل". وقد كانت في هذه المنطقة وفي المحلات المجاورة لها معابد أخرى كثيرة أشار إليها الكتبة اليونان والرومان، ولا تزال آثارها باقية، وقد وصفها السياح الذين زاروا هذه الأمكنة"[22].
وهكذا أحبتنا لازِلنا نستمتِع برحلتنا عبر التاريخ مع المؤرخين وترجيحاتِهم لقِدَمِ مكة , ونرى بأم العيْن كيف يسْقُط ويتهاوى زعم المنصرين والإرْساليات بان المؤرخين لا يرون تاريخيّةً لمكة .. ولنُكْمِل بقذائِفِ الحق.
[15] Diodorus of Sicily,” The Library of History” Book III,44:2, P.217
النص الإنجليزي كما ورد في كتاب ديودورس :
The inhabitantsof the land about the gulf, who are known as Banizomenes,find their food by hunting the land animalsand eating their meat. And a temple has been setup there, which is very holy and exceedingly reveredby all Arabians.
[16] جورجي زيدان - العرب قبل الإسلام ص:256.
[17] Gibbon's Decline And Fall Of The Roman Empire, Volume V, Everyman's Library, London, pp. 223-224
النص الإنجليزي كما ورد في كتاب جيبون "سقوط روما" :
The genuine antiquity of Caaba ascends beyond the Christian era: in describing the coast of the Red sea the Greek historian Diodorus has remarked, between the Thamudites and the Sabeans, a famous temple, whose superior sanctity was revered by all the Arabians".
[18] R. Dozy, Die Israeliten zu Mekka, S. 14; Lay,templi meccani origine ; Krehl ,ueber die religion der vorislamischen araber,P.71-72; Perceval de Caussin,Essai sur l’histoire des arabes avant l’islamisme I, P.174.
[19] جواد علي , المفصل في تاريخ العرب قبل الإسْلام 7/12 , .. R. Dozy, Die Israeliten zu Mekka, S. 15.
[20] W. Muir, "A Life of Mahomet and History of Islam to the Era of the Hegira", 1st ed. London, 1858. vol.1, p. ccxi
النص الإنجليزي كما ورد في كتاب حياة محمد لويليام موير :
“Diodorus Siculus, writing about half a century before our era, says of Arabia washed by the Red Sea,”there is, in this country, a temple greatly revered by the Arabs” These words must refer to the Holy house of Mecca, for we know of no other which ever commanded such universal homage”.
[21] R. Dozy, Die Israeliten zu Mekka, S. 13
[22]جواد علي , المفصل في تاريخ العرب قبل الإسْلام 7/12
وقْفة مع ترجيحات المؤرخين عند القرن السادِس قبْل الميلاد:
الترجيح التاريخي الرابع : جورجي زيدان يعود بتاريخية مكة إلى القرن السادس قبل الميلاد:
لقد وصل المد البابلي إلى الحجاز في القرن السادس قبل الميلاد , وذلِك تحت سُلْطان ملك بابل "نوبيد" (626- 539 ق.م). "فقد كانت "تيماء" معروفة في أيام "البابليين"، وموجودة في أيامهم، بدليل أن "نبونيد" ملك بابل جاء إليها فاتخذها أمدا عاصمة له" [23].
و الباحثون في هذا اليوم متأكدون من أن "تيماء" "نبونيد" هي "تيماء" الحجاز، في المملكة العربية السعودية. فقد عثر في "حرَّان" على كتابة مهمة جدًّا في بحثنا هذا، دَوَّنها الملك "نبونيد"، عثر عليها في سنة "1956م"، وكانت مدفونة في خرائب جامع حران الكبير، وترجمت إلى الإنجليزية، وإذا بها تتحدث عن تأريخ أعمال ذلك الملك. ومما جاء فيها: أنه لما ترك "بابل" وجاء إلى "تيماء"، أخضع أهلها، ثم ذهب إلى "ددانو" "ديدان" و"بداكو" و"خبرا" و"إيديخو" حتى بلغ "أتريبو".[24] ويبدو من هذا النص أن آخر ما وصلوا إليه في الحجاز هي يثرب "المدينة المنورة", ولِذا لا نتعجب من عدمِ ذِكْرِ مكة في هذا النص الأثري المذكور ..
- إلا أن الوجود البابلي في الحجاز الذي ثبُتَ من هذا النص المكتشَف - وبرغْمِ عدم ذكْرِ مكّةَ في هذا النص الأثري - إلا أنه كان دليلاً قويًّا لدرجةِ أن يستدل بهِ المؤرخ المسيحي جورجي زيدان على قِدَمِ مكّةَ وتاريخيّتها , فقد ألقى الوجود البابلي بِظِلالِهِ على الأسماء التي سُمِّيَت بها المدن والقرى في جزيرة العرب , فيزْعُم أن الإسْم مكة بابلي , مما يعني قِدضم مكة ووجودها في هذا العصْر .. ولنقرا ما خطّهُ قلم المؤرخ المسيحي جورجي زيدان .. إذ يقول :
"اختلف المؤرخون في اصل اسم مكة, والأرجح عندي أنه أشوري او بابلي , لأن "مكا" في البابلية "البيت" وهو اسم الكعبة عند العرب, ويدل ذلِك على قدم هذه المدينة , كأنها سميت بذلِك من عهد العمالقة على أثر هجرتهم من بين النهرين , فسموا المكان بها اشارة الى امتيازها بالبناء الحجري عن سائر ما يخيط بها من البادية." [25]
[23] جواد علي , المفصل في تاريخ العرب قبل الإسْلام 18/340
[24] جواد علي , المفصل في تاريخ العرب قبل الإسْلام 2/265
[25] جورجي زيدان - العرب قبل الإسلام ص:256.
في زمان البابليين كان هناك اليهود الذين فروا من الأسْر البابلي وتوجهوا إلى مكة , وهؤلاء هم الذين يُسمّون بين العرب بجُرْهُم الثانية
[26]
يقول جواد علي في المفصل : " وقد ذهب "دوزي" إلى أن تأريخ مكة يرتقي إلى أيام "داود" ففي أيامه -على رأيه- أنشأ "الشمعونيون" "السمعونيون" الكعبة, وهو "بنو جرهم" عند أهل الأخبار.وهو يخالف بذلك رأي "كيين" "GIBBON"، ورأي جماعة من المستشرقين رأت أن مكة لم تعرف ولم تشتهر إلا في القرن الأول قبل الميلاد"[27]
[26]
R. Dozy, Die Israeliten zu Mekka, S. 15-16
افتراضي
تاريخية بكة في الكتاب المقدس
بكة = تجيء (مجيء) = Bach= באכה
أولاً: بإقرار اليهود السامريين
اليهود السامِريون
و
(التكوين 25/18)
اليهود السامريون يعتقِدون ويؤْمِنون بأن إسْماعيل بن إبراهيم بنى مكة ( بكة) , ومُسجّل في كتابِهِم المُقدّس المُسمّى بالأساطير أو "أسطير"... وكذلِك في شروحاتِهم وتفسيراتِهم لهذا الكِتاب تعليقاً على فقرة سفر التكوين 25/18.
نبْذة موجزة عن كتاب الأساطير السامري:
Samaritan Asatir
Secrets of Moses
اسم الكِتاب هو كتاب الأساطير السامِري Asatir , والتي قد تعني المخفي والمُخبأ , وهذا الكِتابُ عند يهود السامِرة يُوازي تماما كتاب المدراش أو التلمود اليهودي عند اليهود العبرانيين في أهميته وفي نسْبتِهِ إلى موسى.
والتقليد السامري المستلم عندهم هو الإعتقاد بأن كاتِبَهُ هو موسى نفْسُه أو أنه مُستلم عن موسى بيدِ غيْرِه . والسامريون عموماً يعتقدون أنه كِتابُ موسى.. وينسبونه إلى " سيدنا موسى".[28]. وبرغمِ أنه لم يحْظى بقداسة واهمية كُتُب موسى الخمسة (التوراة) إلا أن كل حقيقةٍ ذُكِرَت فيه مهما صغُرت فهي صحيحةٌ وموثوقٌ فيها عِنْدَهُم.[29] . ويعْتقِد الدكتور موسى جاستر مُترجِم هذا الكِتاب ومحققه أن الكتاب يعود في تاريخيّتِه إلى منتصَفِ القرن الثالِثِ قبل الميلاد .. ويؤكِّد أن مخطوطات هذا الكِتاب هي أقدم المخطوطات الموجودة على الإطلاق بين جميع الكُتُب اليهودية والعبرانية بعْد التوراة.
السامريون يقرون بأن نبايوت بن اسماعيل بنى بكة:
ويستشهدون بسفر التكوين 25/ 18 , والتي ذُكِرَ فيها " بكة" بالعبرية"= Bach= באכהوإن ترجمها المترجمون إلى "المجيء"
وفي كلا الكِتابيْن " كتاب الأساطير" وتفسيره العربي " Pitron" فإنه يؤكد في الفصْل الثامن أن باني مكة هو نبايوت بن اسْماعيل بن إبراهيم وفي حينِ يذْكُرُها كتاب الأساطير بالإسْم مكة , فإن التفسير الخاص به "Pitron " يذْكُرُها بالإسْم " بكة" , " Bakh " ..
ويُحيل الأساطير القراء إلى نص سفر التكوين 25: 18 .. حيْثُ ذُكِرَت "بكة" باللقظ العبري "באכה" وترجمها المترجمون إلى " أن تجيء" , وفيها يسْتشهد بها لنسبة بكة إلى الإسْماعيليين.
(نص الفاندايِك ) : وسكنوا من حويلة الى شور التي امام مصر حينما تجيء نحو اشور). امام جميع اخوته نزل..
(نص التوراة السامرية ): وسكنوا من زُويلة الى سور (شور) التي على ظاهر مصر إلى مدخل الموصل حول كل اخوته نزل).
( نص توراة بن سعاديا الفيومي): وسكنوا من زويلة إلى ظفار التي بحضرة مصر إلى ان تجيء إلى الموصل بحضرة جميع إخوته سكن)[30].
(النص العبري ) : וישׁכנו מחוילה עד־שׁור אשׁר על־פני מצרים באכה אשׁורה על־פני כל־אחיו נפל׃
والنص من الترجوم كالتالي[31] :" وسكنوا من حويلة إلى الهجراء , والتي تنظر نحو مصرايِم, عند المجيء إلى أثور, أمام اخوته سكن"
وإن قُمْنا بكتابة الكلمة العبرية كما هي دون ترْجمة , فإنها ستكون هكذا:
(التكوين 25/18) وسكنوا من حويلة الى شور التي امام مصر ( بكة نحو اشور). امام جميع اخوته نزل..
وهكذا لا نكون نحن الذين اسْتنطقنا النص وتعسّفناه ليشْهد لبكة
ويتحدث عن منطقةِ سُكْنى اسماعيل وابنائِه ..
بل السامريون حيْثُ استدلوا بوجود كلمة "bakh " في هذا النص ليشير إلى بكة.
والآن لننقُل لكم نص هذا الكِتاب ونص تفسيره:
أ) نصُّ كتاب الأساطير:
Chapter VIII. [Birth of Moses.]
1. And after the death of Abraham, Ishmaelreigned twenty seven years.
2. And all the children of Nebaot ruled for one year in the lifetime of Ishmael,
3. And for thirty years after his death from theriver of Egypt to the river Euphrates; and they built Mecca.
4. For thus it is said "As thou goest towardsAshur before all his brethren he lay."
1- وبعد موت ابراهيم, حكم اسماعيل 27 سنة
2- وجميع أبناء نبايوت حكموا عاماً في حياة إسْماعيل
3- ولثلاثين عامً بعد وفاتِه من نهر مصر إلى نهر الفرات, وبنوا مكة.
4- ولِذا فإنه قيلَ : " عندما تجيء نحو اشور أمام جميع اخوته سكن".
ب) نص الكتاب العربي "Pitron " لتفسير الأساطير :
Pitron والمكتوب باللغة العربية , وفيهِ إقرار السامِريين , بان إسْماعيل عليْهِ السلام هو باني بكة (مكة):
Chapter VIII. [Birth of Moses.][32]]
(1) And it came to pass after the death of our masterAbraham on whom be peace that Ishmael reigned asking for twenty seven years.
(2) And all the children ofIshmael, who are of the seed of his first born, Nebut, ruled one year in IshmaeFs lifetime
(3) and for thirty years after his death; (and they ruled) from the river of Egypt to the great river, the river Euphrates. And theybuilt Bakh;
(4) and therefore it is said in Genesis 25. 1 8, "As thou goest toward Assyria: he abode in the presence of all his brethren."
(1) وحدث أنه بعد وفاة سيدنا ابراهيم عليه السلام , أن اسماعيل حكم كملِك لمدة سبع وعشرين سنة.
(2) وجميع ابناء اسماعيل , والذين من بذرة ابنه البكر نبايوت, حكموا لمدة عام في حياة اسماعيل.
(3) ولمدة ثلاثين عاماً بعد موته ( وحكموا ) من نهر مصر إلى النهر العظيم, نهر الفرات, وبنوا بكة.
(4) ولِذا فإنه قد قيل في التكوين (25/18) " عندما تجيء نحو اشور أمام جميع اخوته سكن"
تاريخية بكة في الكتاب المقدس
بكة = تجيء (مجيء) = Bach= באכה
أولاً: بإقرار اليهود السامريين
اليهود السامِريون
و
(التكوين 25/18)
اليهود السامريون يعتقِدون ويؤْمِنون بأن إسْماعيل بن إبراهيم بنى مكة ( بكة) , ومُسجّل في كتابِهِم المُقدّس المُسمّى بالأساطير أو "أسطير"... وكذلِك في شروحاتِهم وتفسيراتِهم لهذا الكِتاب تعليقاً على فقرة سفر التكوين 25/18.
نبْذة موجزة عن كتاب الأساطير السامري:
Samaritan Asatir
Secrets of Moses
اسم الكِتاب هو كتاب الأساطير السامِري Asatir , والتي قد تعني المخفي والمُخبأ , وهذا الكِتابُ عند يهود السامِرة يُوازي تماما كتاب المدراش أو التلمود اليهودي عند اليهود العبرانيين في أهميته وفي نسْبتِهِ إلى موسى.
والتقليد السامري المستلم عندهم هو الإعتقاد بأن كاتِبَهُ هو موسى نفْسُه أو أنه مُستلم عن موسى بيدِ غيْرِه . والسامريون عموماً يعتقدون أنه كِتابُ موسى.. وينسبونه إلى " سيدنا موسى".[28]. وبرغمِ أنه لم يحْظى بقداسة واهمية كُتُب موسى الخمسة (التوراة) إلا أن كل حقيقةٍ ذُكِرَت فيه مهما صغُرت فهي صحيحةٌ وموثوقٌ فيها عِنْدَهُم.[29] . ويعْتقِد الدكتور موسى جاستر مُترجِم هذا الكِتاب ومحققه أن الكتاب يعود في تاريخيّتِه إلى منتصَفِ القرن الثالِثِ قبل الميلاد .. ويؤكِّد أن مخطوطات هذا الكِتاب هي أقدم المخطوطات الموجودة على الإطلاق بين جميع الكُتُب اليهودية والعبرانية بعْد التوراة.
السامريون يقرون بأن نبايوت بن اسماعيل بنى بكة:
ويستشهدون بسفر التكوين 25/ 18 , والتي ذُكِرَ فيها " بكة" بالعبرية"= Bach= באכהوإن ترجمها المترجمون إلى "المجيء"
وفي كلا الكِتابيْن " كتاب الأساطير" وتفسيره العربي " Pitron" فإنه يؤكد في الفصْل الثامن أن باني مكة هو نبايوت بن اسْماعيل بن إبراهيم وفي حينِ يذْكُرُها كتاب الأساطير بالإسْم مكة , فإن التفسير الخاص به "Pitron " يذْكُرُها بالإسْم " بكة" , " Bakh " ..
ويُحيل الأساطير القراء إلى نص سفر التكوين 25: 18 .. حيْثُ ذُكِرَت "بكة" باللقظ العبري "באכה" وترجمها المترجمون إلى " أن تجيء" , وفيها يسْتشهد بها لنسبة بكة إلى الإسْماعيليين.
(نص الفاندايِك ) : وسكنوا من حويلة الى شور التي امام مصر حينما تجيء نحو اشور). امام جميع اخوته نزل..
(نص التوراة السامرية ): وسكنوا من زُويلة الى سور (شور) التي على ظاهر مصر إلى مدخل الموصل حول كل اخوته نزل).
( نص توراة بن سعاديا الفيومي): وسكنوا من زويلة إلى ظفار التي بحضرة مصر إلى ان تجيء إلى الموصل بحضرة جميع إخوته سكن)[30].
(النص العبري ) : וישׁכנו מחוילה עד־שׁור אשׁר על־פני מצרים באכה אשׁורה על־פני כל־אחיו נפל׃
والنص من الترجوم كالتالي[31] :" وسكنوا من حويلة إلى الهجراء , والتي تنظر نحو مصرايِم, عند المجيء إلى أثور, أمام اخوته سكن"
وإن قُمْنا بكتابة الكلمة العبرية كما هي دون ترْجمة , فإنها ستكون هكذا:
(التكوين 25/18) وسكنوا من حويلة الى شور التي امام مصر ( بكة نحو اشور). امام جميع اخوته نزل..
وهكذا لا نكون نحن الذين اسْتنطقنا النص وتعسّفناه ليشْهد لبكة
ويتحدث عن منطقةِ سُكْنى اسماعيل وابنائِه ..
بل السامريون حيْثُ استدلوا بوجود كلمة "bakh " في هذا النص ليشير إلى بكة.
والآن لننقُل لكم نص هذا الكِتاب ونص تفسيره:
أ) نصُّ كتاب الأساطير:
Chapter VIII. [Birth of Moses.]
1. And after the death of Abraham, Ishmaelreigned twenty seven years.
2. And all the children of Nebaot ruled for one year in the lifetime of Ishmael,
3. And for thirty years after his death from theriver of Egypt to the river Euphrates; and they built Mecca.
4. For thus it is said "As thou goest towardsAshur before all his brethren he lay."
1- وبعد موت ابراهيم, حكم اسماعيل 27 سنة
2- وجميع أبناء نبايوت حكموا عاماً في حياة إسْماعيل
3- ولثلاثين عامً بعد وفاتِه من نهر مصر إلى نهر الفرات, وبنوا مكة.
4- ولِذا فإنه قيلَ : " عندما تجيء نحو اشور أمام جميع اخوته سكن".
ب) نص الكتاب العربي "Pitron " لتفسير الأساطير :
Pitron والمكتوب باللغة العربية , وفيهِ إقرار السامِريين , بان إسْماعيل عليْهِ السلام هو باني بكة (مكة):
Chapter VIII. [Birth of Moses.][32]]
(1) And it came to pass after the death of our masterAbraham on whom be peace that Ishmael reigned asking for twenty seven years.
(2) And all the children ofIshmael, who are of the seed of his first born, Nebut, ruled one year in IshmaeFs lifetime
(3) and for thirty years after his death; (and they ruled) from the river of Egypt to the great river, the river Euphrates. And theybuilt Bakh;
(4) and therefore it is said in Genesis 25. 1 8, "As thou goest toward Assyria: he abode in the presence of all his brethren."
(1) وحدث أنه بعد وفاة سيدنا ابراهيم عليه السلام , أن اسماعيل حكم كملِك لمدة سبع وعشرين سنة.
(2) وجميع ابناء اسماعيل , والذين من بذرة ابنه البكر نبايوت, حكموا لمدة عام في حياة اسماعيل.
(3) ولمدة ثلاثين عاماً بعد موته ( وحكموا ) من نهر مصر إلى النهر العظيم, نهر الفرات, وبنوا بكة.
(4) ولِذا فإنه قد قيل في التكوين (25/18) " عندما تجيء نحو اشور أمام جميع اخوته سكن"
__________________________________
[28] Asatir, 6
[29] Asatir,6
[30] الأعمال الكاملة لرابي سعيد الفيومي المجلد الأول " التوراة العربية بالحروف العبرانية" 1839, 1/38.
[31] J. W. Etheridge”The Targums of Onkelos and Jonathan ben Uzziel on the Pentateuch : with the fragments of the Jerusalem Targum from the Chaldee “,(London,1862),P.88
وهذا النص كما ورد بالإنجليزية :
And they have dwelt from Havilah unto Hagra which looketh toward Mizraim, reaching unto Athoor, in the Presence of his brethren he dwelt.
[32] Pitron 88,89
[28] Asatir, 6
[29] Asatir,6
[30] الأعمال الكاملة لرابي سعيد الفيومي المجلد الأول " التوراة العربية بالحروف العبرانية" 1839, 1/38.
[31] J. W. Etheridge”The Targums of Onkelos and Jonathan ben Uzziel on the Pentateuch : with the fragments of the Jerusalem Targum from the Chaldee “,(London,1862),P.88
وهذا النص كما ورد بالإنجليزية :
And they have dwelt from Havilah unto Hagra which looketh toward Mizraim, reaching unto Athoor, in the Presence of his brethren he dwelt.
[32] Pitron 88,89
نِيًا: بإقرار اليهود العبرانيين
اليهود العبرانيون التلموديون
و
(التكوين 10/30)
قبل أن نبدأ في سرْد هذا السر اليهودي, والتفسير المخفي .. الذي تأخر طويلاً على الإنترنت .. ويُعْرَض بالتفصيلِ لأول مرة بحول الله وقوّتِه .. قبل أن نبوحَ بِهِ لابد أن نعرِّف الناس بمدى أهمية من سنسْتشْهِدُ به , وأهمية كِتاباتِه وأثرها على اليهود والنصارى على حدٍ سواء .. إنه الرابي اليهودي " سعيد الفيومي" , وترجمته الأشهر والاكمل والافهم للتوراة باعتراف أساطين اليهودية وعلمائشها " توراة موسى , ترجمةُ سعيد الفيومي " والتي كتبها لليهود العبرانيين الذين يتكلمون بالعربية , وكتبها لهم بحروفٍ عبرية.
أولًا : تعريف بالرابي سعاديا وبترجمتِه للتوراة:
1) إن مِن أقدَم نُسَخ التوراةِ التي وصلتنا , وأكثرها دِقّةَ وأثراً وتأثيراً على اليهود والنصارى على حدٍ سواء , وكانت السبب الرئيس في حِفْظِ التوراة إلى يوْمِنا هذا ..هي التوراة التي ترْجمها سعيد الفيومي إلى اللغة العربية من العبرية مباشرةً وكتبها بحروف عبْرية .. لقد كان الجاؤون أعلم اليهود بالعبرية وأول من كان له معرفة علمية متخصصة بعبرية الكتاب المقدّس , وأول من ألف معجماً في العبرية..
2) توراة سعيد الفيومي هي العمدة التي أعتمد عليها اليهود التلموديون والسامريون والنصارى العرب بكافة طوائِفِهم .. وهذا إقرار الموسوعة البريطانية بِذلِك:
وسعيد بن يوسف (892- 942) هو أول من ترجم العهد القديم إلى العربية، كما كتب تفسيراً لمعظم أجزائه، وهو ما جعله متاحاً للجماهير اليهودية التي كانت لا تعرف العبرية. ويُعَدُّ سعيد من أوائل الذين درسوا اللغة العبرية دراسة منهجية, وتُعدُّ ترجمته للتوراةِ هي أول وأهم التراجم العربية للتوراة على الإطلاق, وقد ترجمها سعاديا الفيومي مباشرةً من العبرية وكتبها بالخط العبري, وأصبحت هي النسْخة القياسية لجميع اليهود في البلاد الإسْلامية. ولقد مارست هذه النسْخة تأثيرها على نصارى مِصْر , وتبنى هذه الترجمة أبو الحسَن السامري, ونقلها إلى التوراة السامرية في القرن الحادي عشر والثاني عشر الميلادي".[33]
3) توراة سعيد الفيومي أظهرت المخفي والغامِض :
توراته وتفسيراته للشريعة ,هي الأهم على الإطلاق , فسعيد الفيومي هو أول من ألف معجماً في العبرية, وأكثر الربانيين علماً أكاديمياً باللغة المقدسة , وقد أوضَح في توراته وتفسيراته المخفي والغامِض من كلماتِ التوراة .. ويُقر له بِذلِك الرابي موسى بن ميْمون والذي جاء بعد قرنين من وفاة سعيد الفيومي , وكان على عدم وفاقٍ مع كثير مِن آراءِه يقول عنه:
" لولا سيِّدنا سعيد الجاؤون " لفُقدت التوراة من وسط إسْرائيل, لأنهُ هو الذي أوْضَح الغامِض والمخفي فيها, وقوّى ما كان ضعيفاً, وجعلها معروفة على نطاق واسِعٍ وبعيد, بالفم وبالكتابة".[34]
4) فهمه للتوراة والشريعة هو الأهم في تاريخ اليهودية:
فيقول الشاعر اليهودي موسى بن عزرا في القرن الحادي عشر عن سعيد الفيومي وحاي:
" أن كليهما هم أمراء المعرفة بالشريعة, وأكثر اللاهوتيين قداسة"[35]
ويقول بهية ابن باخوذة عالم الأخلاق اليهودي :
" فهم توراة إلهك والتي إليها أجذب انتباهك. لكي تُحقق ذلِك انفع نفسك باعمال الرابي سعيد , نسأل الله أن ينير وجهه وأن يُقدس روحه, لأن أعماله تُشْعل الفهم وتشْحِذ العقل, ولأن أعماله تهدي المتهاون إلى الطريق القويم, وتُير الكسول" .
وأما الرابي إبراهيم بن عزرا والذي كان دوْماً ما ينْتقِد آراء سعاديا فإنه قال عنه :
"الرئيس الذي يتكلم في أي مكان"[36]
5) تفسيره للتوراةِ وفهمه لها هو الأصح والأقوم:
وأما تلميذ الرابي ابن عزرا , وهو الرابي سليمان بن فرحون فإنه يقول عن سعاديا :
" المعلم الرئيس والمفسر الرائِد, الذي فسّر الكتاب المقدس بطريقة صحيحة, وعلى قواعِد راسِخة, فاستفاد من حكمتهِ كل المفسرين بعده, هو أتقن اللغة المقدسة تماماً , كما أتقن لغة العرب, وغيرها من اللغات"[37].
ماذا فعل هذا الرجل ويسْتحِق كل هذه المقدمة أعلاه؟!!
إن هذا الرابي الفقيه الرئيس , الذي أجمع عليه محبوه ومخالفوه بأنه وضّح الغامِضَ في التوراة, وكان أفهم وأعلم الناس بالعبرية ولولاه لضاعت التوراة وضاع فهمها للأبد .. هذا الرجل قام بكتابة اسماء المُدُن والبلاد في التوراة كما فهمها من عبريتها وكما ظهر له من علمه بعلوم اللغة العبرية, وهو واضِع معاجمها وقواميسها ..
هذا الرجل حين تعرّض لنص (التكوين 10/30) ..والتي تتحدّث عن العرب من بني يقْطان .. فقد ذكرت التوراة أن : مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سفار جبل المشرق..
وفي هذا النص كما بينا سابِقاً .. فإنه قد ذُكِرت فيه كلمة : " بكة" بالعبرية " באכה", وترجمها أكثرُ المترجمين : " عندما يجيء" ..إلا أن الرابي والفقيه والمفسر سعيد الفيومي الأعلم بالعبرية .. قد ترْجمها هكذا " مكة" ..و " المدينة"
التفْصيل:
نص (التكوين 10/30)
نسخة الفاندايِك:
وكان مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سفار جبل المشرق..
التوراة السامرية :
وكان مسْكنهم من مَشَا إلى سفره جبال الشرق ...
وترجمه ثالثة من مخطوطة التوراة السامرية ليننجراد :
وكان مسْكنهم من مَشَا وزويلة المهدية مدخل نابلس جبل القديم" ..
أما سعاديا الفيومي فقد كتبها ليهود العالم هكذا وبحروف عبرية:
وكان مسكنهم من مكة إلى أن تجيء إلى المدينة إلى الجبل الشرقي)[38]
اليهود العبرانيون التلموديون
و
(التكوين 10/30)
قبل أن نبدأ في سرْد هذا السر اليهودي, والتفسير المخفي .. الذي تأخر طويلاً على الإنترنت .. ويُعْرَض بالتفصيلِ لأول مرة بحول الله وقوّتِه .. قبل أن نبوحَ بِهِ لابد أن نعرِّف الناس بمدى أهمية من سنسْتشْهِدُ به , وأهمية كِتاباتِه وأثرها على اليهود والنصارى على حدٍ سواء .. إنه الرابي اليهودي " سعيد الفيومي" , وترجمته الأشهر والاكمل والافهم للتوراة باعتراف أساطين اليهودية وعلمائشها " توراة موسى , ترجمةُ سعيد الفيومي " والتي كتبها لليهود العبرانيين الذين يتكلمون بالعربية , وكتبها لهم بحروفٍ عبرية.
أولًا : تعريف بالرابي سعاديا وبترجمتِه للتوراة:
1) إن مِن أقدَم نُسَخ التوراةِ التي وصلتنا , وأكثرها دِقّةَ وأثراً وتأثيراً على اليهود والنصارى على حدٍ سواء , وكانت السبب الرئيس في حِفْظِ التوراة إلى يوْمِنا هذا ..هي التوراة التي ترْجمها سعيد الفيومي إلى اللغة العربية من العبرية مباشرةً وكتبها بحروف عبْرية .. لقد كان الجاؤون أعلم اليهود بالعبرية وأول من كان له معرفة علمية متخصصة بعبرية الكتاب المقدّس , وأول من ألف معجماً في العبرية..
2) توراة سعيد الفيومي هي العمدة التي أعتمد عليها اليهود التلموديون والسامريون والنصارى العرب بكافة طوائِفِهم .. وهذا إقرار الموسوعة البريطانية بِذلِك:
وسعيد بن يوسف (892- 942) هو أول من ترجم العهد القديم إلى العربية، كما كتب تفسيراً لمعظم أجزائه، وهو ما جعله متاحاً للجماهير اليهودية التي كانت لا تعرف العبرية. ويُعَدُّ سعيد من أوائل الذين درسوا اللغة العبرية دراسة منهجية, وتُعدُّ ترجمته للتوراةِ هي أول وأهم التراجم العربية للتوراة على الإطلاق, وقد ترجمها سعاديا الفيومي مباشرةً من العبرية وكتبها بالخط العبري, وأصبحت هي النسْخة القياسية لجميع اليهود في البلاد الإسْلامية. ولقد مارست هذه النسْخة تأثيرها على نصارى مِصْر , وتبنى هذه الترجمة أبو الحسَن السامري, ونقلها إلى التوراة السامرية في القرن الحادي عشر والثاني عشر الميلادي".[33]
3) توراة سعيد الفيومي أظهرت المخفي والغامِض :
توراته وتفسيراته للشريعة ,هي الأهم على الإطلاق , فسعيد الفيومي هو أول من ألف معجماً في العبرية, وأكثر الربانيين علماً أكاديمياً باللغة المقدسة , وقد أوضَح في توراته وتفسيراته المخفي والغامِض من كلماتِ التوراة .. ويُقر له بِذلِك الرابي موسى بن ميْمون والذي جاء بعد قرنين من وفاة سعيد الفيومي , وكان على عدم وفاقٍ مع كثير مِن آراءِه يقول عنه:
" لولا سيِّدنا سعيد الجاؤون " لفُقدت التوراة من وسط إسْرائيل, لأنهُ هو الذي أوْضَح الغامِض والمخفي فيها, وقوّى ما كان ضعيفاً, وجعلها معروفة على نطاق واسِعٍ وبعيد, بالفم وبالكتابة".[34]
4) فهمه للتوراة والشريعة هو الأهم في تاريخ اليهودية:
فيقول الشاعر اليهودي موسى بن عزرا في القرن الحادي عشر عن سعيد الفيومي وحاي:
" أن كليهما هم أمراء المعرفة بالشريعة, وأكثر اللاهوتيين قداسة"[35]
ويقول بهية ابن باخوذة عالم الأخلاق اليهودي :
" فهم توراة إلهك والتي إليها أجذب انتباهك. لكي تُحقق ذلِك انفع نفسك باعمال الرابي سعيد , نسأل الله أن ينير وجهه وأن يُقدس روحه, لأن أعماله تُشْعل الفهم وتشْحِذ العقل, ولأن أعماله تهدي المتهاون إلى الطريق القويم, وتُير الكسول" .
وأما الرابي إبراهيم بن عزرا والذي كان دوْماً ما ينْتقِد آراء سعاديا فإنه قال عنه :
"الرئيس الذي يتكلم في أي مكان"[36]
5) تفسيره للتوراةِ وفهمه لها هو الأصح والأقوم:
وأما تلميذ الرابي ابن عزرا , وهو الرابي سليمان بن فرحون فإنه يقول عن سعاديا :
" المعلم الرئيس والمفسر الرائِد, الذي فسّر الكتاب المقدس بطريقة صحيحة, وعلى قواعِد راسِخة, فاستفاد من حكمتهِ كل المفسرين بعده, هو أتقن اللغة المقدسة تماماً , كما أتقن لغة العرب, وغيرها من اللغات"[37].
ماذا فعل هذا الرجل ويسْتحِق كل هذه المقدمة أعلاه؟!!
إن هذا الرابي الفقيه الرئيس , الذي أجمع عليه محبوه ومخالفوه بأنه وضّح الغامِضَ في التوراة, وكان أفهم وأعلم الناس بالعبرية ولولاه لضاعت التوراة وضاع فهمها للأبد .. هذا الرجل قام بكتابة اسماء المُدُن والبلاد في التوراة كما فهمها من عبريتها وكما ظهر له من علمه بعلوم اللغة العبرية, وهو واضِع معاجمها وقواميسها ..
هذا الرجل حين تعرّض لنص (التكوين 10/30) ..والتي تتحدّث عن العرب من بني يقْطان .. فقد ذكرت التوراة أن : مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سفار جبل المشرق..
وفي هذا النص كما بينا سابِقاً .. فإنه قد ذُكِرت فيه كلمة : " بكة" بالعبرية " באכה", وترجمها أكثرُ المترجمين : " عندما يجيء" ..إلا أن الرابي والفقيه والمفسر سعيد الفيومي الأعلم بالعبرية .. قد ترْجمها هكذا " مكة" ..و " المدينة"
التفْصيل:
نص (التكوين 10/30)
نسخة الفاندايِك:
وكان مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سفار جبل المشرق..
التوراة السامرية :
وكان مسْكنهم من مَشَا إلى سفره جبال الشرق ...
وترجمه ثالثة من مخطوطة التوراة السامرية ليننجراد :
وكان مسْكنهم من مَشَا وزويلة المهدية مدخل نابلس جبل القديم" ..
أما سعاديا الفيومي فقد كتبها ليهود العالم هكذا وبحروف عبرية:
وكان مسكنهم من مكة إلى أن تجيء إلى المدينة إلى الجبل الشرقي)[38]
[33] "biblical literature."P.46, Encyclopædia Britannica Online Library Edition. Encyclopædia Britannica, 2010.
النص الإنجليزي من الموسوعة البريطانية :
The first and most important was that of Sa'adia ben Joseph (892–942), made directly from Hebrew and written in Hebrew script, which became the standard version for all Jews in Muslim countries. The version also exercised its influence upon Egyptian Christians and its rendering of the Pentateuch was adapted by Abu al-Hasan to the Samaritan Torah in the 11th–12th centuries.
[34] קובץתשובותהרמבּיים, part II, Leipzig, 1859),p. 5, col. b;Naomi E. Pasachoff,” Great Jewish thinkers: their lives and work",P.21; Simon Noveck,”Great Jewish personalities in ancient and medieval times”,P.17
الترجمة الإنجليزية للنص :
"were it not for Saadia, the Torahwould almost have disappeared from the midst of Israel;for it was he who made manifest what was obscuretherein, made strong what had been weakened, and made itknown far and wide by word of mouth and in writing."
[35] Steinschneider in Geiger's Judische Zeitschrift, AL., p. 64, n. 6.
[36] Abraham Ibn Ezra's Einleitung su seinemPentateiich-Commentar, Vienna, 1876, pp.52, 154
[37] מחברת הערוך: כולל כללי לשון עברית בשני חלקים, S.V. פּרח
[38] الأعمال الكاملة لرابي سعيد الفيومي المجلد الأول " التوراة العربية بالحروف العبرانية" 1839, 1/17.
..................................................................
و(بكة) هي مكان الحرم من مدينة (مكة) .. وأما سبب تسميتها بـ (بكة) : فسنعرفه بعد قليل !!..
حيث أدعوكم أولا لقراءة سفر المزامير 84 - 6 من العهد القديم والذي يتحدث عن مكان ظهور النبي المُنتظر فيقول :
" عابرين في وادي بكة .. يُصيرونه ينبوعا ً" !!!...
Through the valley of Ba'ca make it a WELL
والتي تنطق بالعبرية : (بعيمق هبكا) وتكتب هكذا : [ בְּעֵמֶק הַבָּכָא ] ....
وبالطبع :
قام المترجمون باستبدال (بكة) كعادتهم في التحريف - وبكل بساطة - بكلمة تكون أبعد في ذهن النصراني العربي الذي يربط بينها وبين مكة أو بكة في قرآن المسلمين - فماذا أسموها ؟ أسموها (وادي البكاء) !!!.. أو (وادي البلسان) !!!..
وذلك لأنه لا يعرف إلا رجال الدين المتخصصون عندهم أن شجر (البلسان) هو شجر (لا يظهر إلا بمكة) !!!.. وأن له مادة صمغية يفرزها تشبه بالفعل (دموع الإنسان في البكاء) !!!.. وهو سبب تسميتها باسم (بكة) !!.. وذلك وفق ما جاء في :
(قاموس الكتاب المقدس – صـ 507 ) وأيضا : (دائرة المعارف الكتابية (مادة بكا)) !!!..
الترجمة الفرنسية
84:6 (84:7) Lorsqu`ils traversent la vallée de Baca, Ils la transforment en un lieu plein de sources, Et la pluie la couvre aussi de bénédiction
http://software77.com/onlinebibles/french_ls/19_084.htm
حيث أدعوكم أولا لقراءة سفر المزامير 84 - 6 من العهد القديم والذي يتحدث عن مكان ظهور النبي المُنتظر فيقول :
" عابرين في وادي بكة .. يُصيرونه ينبوعا ً" !!!...
Through the valley of Ba'ca make it a WELL
والتي تنطق بالعبرية : (بعيمق هبكا) وتكتب هكذا : [ בְּעֵמֶק הַבָּכָא ] ....
وبالطبع :
قام المترجمون باستبدال (بكة) كعادتهم في التحريف - وبكل بساطة - بكلمة تكون أبعد في ذهن النصراني العربي الذي يربط بينها وبين مكة أو بكة في قرآن المسلمين - فماذا أسموها ؟ أسموها (وادي البكاء) !!!.. أو (وادي البلسان) !!!..
وذلك لأنه لا يعرف إلا رجال الدين المتخصصون عندهم أن شجر (البلسان) هو شجر (لا يظهر إلا بمكة) !!!.. وأن له مادة صمغية يفرزها تشبه بالفعل (دموع الإنسان في البكاء) !!!.. وهو سبب تسميتها باسم (بكة) !!.. وذلك وفق ما جاء في :
(قاموس الكتاب المقدس – صـ 507 ) وأيضا : (دائرة المعارف الكتابية (مادة بكا)) !!!..
الترجمة الفرنسية
84:6 (84:7) Lorsqu`ils traversent la vallée de Baca, Ils la transforment en un lieu plein de sources, Et la pluie la couvre aussi de bénédiction
http://software77.com/onlinebibles/french_ls/19_084.htm
لم يتم تغير ترجمة الاسم كما نرى لان الاسم لا يطرجم
اعترافات من مفسيري الكتاب المقدس ان موطن الشجرة هو مكة وهذا سبب تسميتها
( and such a tree is the Arab. baka'un, resembling the balsam-tree, which is very common in the arid valley of Mecca, )
http://www.studylight.org/commentaries/kdo/psalms-84.html
https://www.biblegateway.com/passage/?search=Psalm+84%3A6&version=EXB
https://www.biblegateway.com/passage/?search=Psalm+84%3A6&version=EXB
https://web.archive.org/web/20131010090559/http://katamars.avabishoy.com/bible/dictionary/2/289.htm
http://biblehub.com/commentaries/psalms/84-6.htm
Biblical Commentary on the Psalms, Volume 3 Par Franz Delitzsch ص 9
A Commentary on the Holy Scriptures: Psalms
Par Johann Peter Lange ص 464
Commentary on the Old Testament, Volume 5
Carl Friedrich Keil, Franz Delitzsch
Hendrickson, 1996
Biblical Commentary on the Psalms, Volume 3 Par Franz Delitzsch ص 9
A Commentary on the Holy Scriptures: Psalms
Par Johann Peter Lange ص 464
Commentary on the Old Testament, Volume 5
Carl Friedrich Keil, Franz Delitzsch
Hendrickson, 1996
..............................................
"هذه البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته، فقال: جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة، فأحب الشعب، جميع قديسيه في يدك، وهم جالسون عند قدمك، يتقبلون من أقوالك" (التثنية 33/1-3).
وأكد هذه النبوءة النبي حبقوق، حيث يقول: "الله جاء من تيمان، والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السماوات، والأرض امتلأت من تسبيحه، وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع، وهناك استتار قدرته، قدامه ذهب الوبأ، وعند رجليه خرجت الحمى، وقف وقاس الأرض، نظر فرجف الأمم .... " (حبقوق 3/3 - 6).
وهذه لا تحتاج لكثير جهد وإمعان نظر .. ولكن مع الملحدين العرب أنت تتعامل مع عميان القلب والبصر !! فمكة في العهد القديم تجدها في ذكر برية فاران وفي ذكر جبال فاران Paran - ولذلك هي مرتبطة عندهم وفي ترجماتهم القديمة بقصة إبراهيم مع هاجر وإسماعيل ولده عليهم السلام لما مضى بها من بيت سارة زوجته إلى وادي غير ذي زرع بجوار جبل فاران (وقيل هو الجبل الذي فيه غار حراء الذي نزل الوحي فيه على النبي صلى الله عليه وسلم)
مصادر :
Marx (1924). Halper's 'Post-Biblical Hebrew literature. Philadelphia. p. 53. OCLC 172997009
"Volume 4, Book 55, Number 584". story of Hagar and Ismael in Mecca. 610 AD. Retrieved 11 May 2013
the Immanuel Velikovsky archive
http://www.varchive.org/cor/various/780110samros.htm
http://www.sacrednamebible.com/kjvstrongs/STRHEB62.htm#S6286
Commentary Critical and Explanatory on the Whole Bible by Robert Jamieson, A. R. Fausset and David Brown -1871 | Gen21:21
Commentary Critical and Explanatory on the Whole Bible by Robert Jamieson, A. R. Fausset and David Brown -1871 | Gen21:21
http://www.biblestudytools.com/commentaries/jamieson-fausset-brown/genesis/genesis-21.html
http://biblehub.com/hebrew/6290.htm
فاران: الحجاز.
http://biblehub.com/hebrew/6290.htm
فاران: الحجاز.
المصدر
https://www.bergbook.com/images/28868-01.jpg
ذكر سفر التكوين بأن السيدة هاجر وبعد خروجها الأوّل من بيت النبي إبراهيم،ذهبت إلى قرب عين ماء في الصّحراء :
6 فقال أبرام لساراي: هوذا جاريتك في يدك. افعلي بها ما يحسن في عينيك. فأذلتها ساراي ، فهربت من وجهها
7 فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية، على العين التي في طريق شور
(تكوين-16-فاندايك)
وقد أجمع المفسرَين الشهيرَين أنطونيوس فكري وتدرس يعقوب
بأن البرية المقصودة هي فاران، وقد عرضا في شرحيهما نفس العبارة التالية:
"لعلها كانت متجهة إلي مصر موطنها الأصلي، فنزلت إلي برية فاران حيث لاقاها ملاك الرب عند عين ماء"
المفاجأة أن البرية هذه، التي قال المفسرون بأنها فاران، قد سميت بالحجاز
في الكتاب المقدس العربي نسخة 1811 :
يقول الكتاب المقدس بأن النبي اسماعيل سكن في برية فاران.
"وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ، وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ" (التكوين 21: 21 فاندايك).
وفي تفسير راشي للتوراة يشير بأن ابناء اسماعيل من بعده كانوا أيضاً يسكنون في فاران .
from Mount Paran: [Why did God then come from Paran?] Because He went there and offered the children of Ishmael who dwelled in Paran
المصدر: Rashi's Commentary - Deut 33: 2
أنا اشرت هنا الى هذا التعليق لأن بعض النصارى يدعون بأن اسماعيل فقط سكن في فاران أما ابناءه هم الذين ذهبوا الى الحجاز، وفاران غير الحجاز برأيهم لهذا عرضت تعليق راشي لأؤكد على وحدة المكانين.
فإذا كان أبناء اسماعيل يسكنون في فاران، أين هي فاران هذه؟
عندما هربت السيدة هاجر أول مرة وحدها من بيت النبي ابراهيم ، ذهبت الى البرية، وظهر لك الملاك قرب عين ماء عرفت لاحقاً بـ"بئر لحي رئي":
- يقول أنطونيوس فكري في تفسير سفر التكوين 16: 7 بأن ذلك الحدث كان في فاران.
http://bible.ort.org/books/torahd5.asp?action=displaypage&book=1&chapter=16&verse=14&portion=3
http://biblemysteries.com/lectures/firstmentionofkadesh.htm
http://www.varchive.org/ce/baalbek/kadeshbarnea.htm
في كتاب اسرار موسى the asatir صفحة 189 نجد التالي:
ترجمته هي بأنها عندما وجدته (أخته)،ذهب قابيل للمكان الذي كان يسكنه منذ البداية والذي سمي فيما بعد بـ"عرفات"
وطبعاً الجميع يعرف أن يقع جبل عرفات. هو في وسط الحجاز تماماً !
https://archive.org/stream/MN40245ucmf_0/MN40245ucmf_0_djvu.txt
http://biblemysteries.com/lectures/firstmentionofkadesh.htm
http://www.varchive.org/ce/baalbek/kadeshbarnea.htm
في كتاب اسرار موسى the asatir صفحة 189 نجد التالي:
ترجمته هي بأنها عندما وجدته (أخته)،ذهب قابيل للمكان الذي كان يسكنه منذ البداية والذي سمي فيما بعد بـ"عرفات"
وطبعاً الجميع يعرف أن يقع جبل عرفات. هو في وسط الحجاز تماماً !
ترجمته هي بأنها عندما وجدته (أخته)،ذهب قابيل للمكان الذي كان يسكنه منذ البداية والذي سمي فيما بعد بـ"عرفات"
وطبعاً الجميع يعرف أن يقع جبل عرفات. هو في وسط الحجاز تماماً !
ويعلق م. جاستر على جبل عرفات فيقول بأنه يقع في فاران !
وطبعاً الجميع يعرف أن يقع جبل عرفات. هو في وسط الحجاز تماماً !
ويعلق م. جاستر على جبل عرفات فيقول بأنه يقع في فاران !
يعني الحجاز هو فاران.
مقال راءع و حلوة و جيد
ردحذفجزاكم الله خيراً
ردحذفببحث رائع للغايه
ردحذفلقد تغيرت حياتي تمامًا عندما التقيت بمؤسسات القروض الائتمانية بالصدفة على الإنترنت! حول كيفية تقديم قرض جيد عبر الإنترنت بفائدة 2٪ وقررت أن أطلب قرضًا في أسرع وقت ممكن. يجب أن تتجاهل كل مقرضي القروض هؤلاء، لأنهم جميعًا عمليات احتيال ... عمليات احتيال حقيقية ... لقد كنت ضحية لسرقة آلاف الدولارات مني ... لكن (loancreditinstitutions00@yahoo.com) whatsapp: +393512640785.
ردحذفوافقوا على قرضي بنسبة 2% فقط في غضون 48 ساعة بعد تلبية متطلباتهم الضرورية، وتم إيداع قرضي في حسابي البنكي بدون ضمانات.
أنصح أولئك الذين جربوا كل ما هو ممكن وفقدوا الأمل في كيفية اقتراض الأموال من البنك أو البحث عن قرض لتعزيز أعمالهم وفقدوا الأمل في الاتصال بـ (loancreditinstitutions00@gmail.com) Whatsapp: +393512114999. أنا أثق بهم تمامًا ولا تترددوا في الاتصال بهم.
محمد ورد أرسل من الآيباد الخاص بي