الخميس، 25 أغسطس 2016

وجود الشر


بسم الله والحمد لله
أحد أكبر أدلة غباوة الملحدين العرب أنهم ينقلون الإشكالات الكنسية الغربية إلى ثقافتنا الإسلامية بمنتهى الجهل.
ففي التراث النصراني المحرف جاء يسوع من أجل فداء البشر على الصليب، وبالتالي فالمفترض أن ينتهي الشر من العالم لأن يسوع المحبة افتدانا، والمفترض أن تختفي آثار الخطية الأصلية التي هي مصدر كل الشر في العالم.
لكن الشر والبلاء والمصائب ما زالت موجودة، وبنفس الوتيرة التي كانت عليها قبل صلب يسوع!
إذن أين المحبة؟ أين الفداء؟
هذه الإشكالية الكبرى هي مصدر "معضلة الشر" في العقل الغربي النصراني المعاصر!
لكن ما علاقة المسلمين بكل هذا الهراء؟
ما علاقة عقيدة جميع الأنبياء بكل هذه السخافة؟
أيها الملاحدة العرب! شبهاتكم محلها الكنائس فقط!
الشر في الإسلام وفي شرائع الأنبياء لأننا مُكلفون. لأننا في عالم اختباري!
انتهى.
{ونبلوكم بالشر والخير فتنة} ﴿٣٥﴾ سورة الأنبياء.
فسبحان {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} ﴿٢﴾ سورة الملك.
بل من المدهش أن وجود الشر هو أكبر دليل على صحة القضية الدينية وعلى خطأ الإلحاد.
إذ أننا لو كنا أبناء العالم المادي لما استوعبنا لا الخير ولا الشر، لأننا طبقًا للرؤية الإلحادية نسير في حتميات صارمة وتجري علينا قوانين الطبيعة، وفي هذا الإطار لن نستوعب ماهية الشر ولا معنى كلمة شر، فهل تُدرك أكثر الحيوانات تطورًا معضلة الشر؟
يعترف ريتشارد داوكينز بهذه المشكلة فيقول: "الكون في حقيقته بلا شر ولا خير."
River out of Eden, p.131-132
فاستيعاب الشر يعني أننا لسنا أبناء هذا العالم، وأننا نستمد استيعابنا لوجود الشر من مقدمة أخرى غير المقدمة المادية الداروينية للوجود!
فلو كان الكون كله عديم المعنى كما يدعي الملاحدة لما كان قد تبين لنا إطلاقًا أنه عديم المعنى .
فالوضع شبيه بهذا تمامًا: لو لم يكن في العالم نور، ولم تكن في العالم مخلوقات لها أعين لما كُنا نعرف قطعًا أن الظُلمة مسيطرة ولكانت الظُلمة كلمة عديمة المعنى. وهذا كلام كليف لويس المفكر الأيرلندي الملحد سابقًا.
أما عدم فهمنا لبعض دقائق الحكمة الإلهية في مسألة البلاء –وليس الشر لأنه لا يوجد شر محض في الوجود- هذا أمر بديهي، يقول ديكارت في كتابه التأملات: "ليس لدي أدنى سبب يجعلني أتذمر من أن الله لم يمنحني قدرة أعظم على الفهم."
فقوام التكليف على الحكمة وقوام الحكمة على الخفاء!
وقد جلَّى الله الحِكمة من أفعال الخضر لسيدنا موسى –عليه السلام-، مع أنها أفعالٌ تُعد ظاهريًا مُنكرة وغير مستساغة، لكنها تكتنف على خيرٍ عظيم، وقصة موسى والخضر لم تأت في القرآن من باب السرد والحكايا، لكن من باب التدبر والإقرار بقصور النفس البشرية وحكمها المُتعجل.
وحياتك الدنيا هي بداية خيط الأبدية ولو أصلحت وسلّمت لله هذه البداية وتدّبرت الحكمة لانصلح بذلك مستقبلك الأبدي. ولذا فأقسى آلام القتل يتمنى الشهيد أن يعدو لتذوقها بعد أن رأى أن هذه الخطوات القليلة من الألم هي مفتاح نعيم ورضا لا ينفد.
فسبحان القيوم المدّبِّر!
لا يعرف الملحدالغبي ان لول وجود الشر مكان للخير معنى والشر  هو غياب الخير
كيف يفسر الملحد وجود الشر في عالم بلا اله  ؟

يقول ريتشارد سوينبرن (أستاذ فخري في الفلسفة بجامعة أوكسفورد) :
“سمح الله بوجود الشر لأنه أراد أن يمنحنا خيارا و إرادة حرة في فعل الخير و الشر و يجعلنا مسؤولين عن بعضنا البعض و عن العالم,و لكي نكون أحرارا حقا فلابد أن نمتلك خيارا في فعل الخير و الشر,و قد سمح أيضا بوجود الشرور الطبيعية كالفيضانات و الزلازل و الأمراض لكي يمنحنا فرصة لنكون أقوياء أو صبورين في مواجهة هذه الشرور و حتى نكون إما متعاطفين او غير متعاطفين مع الناس عند تعرضهم لذلك,إذا فالشرور تمكننا من أن نصبح مسؤولين عن بعضنا البعض و #تشكل_شخصيتنا وفق ذلك”
“God allows evil because he allows us free choice whether to bring about good or evil and he makes us responsible for each other and the world,and if it to be really responsible we must have a choice of doing harm or good,and he also allowed natural evils in the form of tsonamis and earthquakes and diseases in order to give us the choice to respond by being courageous or being patient in the face of these evils and he allows us to be sympathetic or not sympathetic to other people in the face of these evils,so they make possible having possibility for each other and to #form_our_own_character”
[المصادر]
• https://youtu.be/PfX2ihpRNBQ (مترجم)
https://youtu.be/oh6IwNlEQ2g (الأصلي) [0:11-01:00]
[التعريف بريتشارد سوينبرن]

الله خلق الخير والشر  واعطى للامسان اردة حرة وطلب منه ان يجازيه على الخير ويعاقبه ان قام بالشر اين الظلم 

الالم يجعل الناس يفعلون الخير بكثرة 
بحث من (PHYS.ORG)
http://phys.org/news/2013-07-pain-people-charitable.html
يزيد الجوع الانسان احسانا و عطفاً
http://pss.sagepub.com/content/early/2013/10/28/0956797613495244
737 بليون انفقت علي التسليح في العالم
بليون30 فقط
كفيلة بالقضاء علي المجاعات في العالم
http://www.infowars.com/about-one-week-of-us-military-spending-would-wipe-out-world-hunger/
ثم نأتي و نحاسب الله علي المجاعات اذ ارتضي لنا الاختيار في افعالنا ؟؟
 الموارد التي على كوكب الأرض تكفي لإطعام 12 مليار إنسان, وهذا كلام العلماء ومراكز الدراسات وليس كلامي
 ACCORDING TO THE UN WORLD FOOD PROGRAMME, THERE IS ENOUGH FOOD IN THE WORLD FOR 12 BILLION PEOPLE
https://www.theguardian.com/world/poverty-matters/2012/oct/05/jean-ziegler-africa-starve
 أن الخير يُعرف بضده .. وأن الحقّ يُعرف بضده؛ فنعمة الخير تُعرف بشرِّ فقدانها .. والحق يُعرف قدره بمعرفة ضده من الباطل ..!
كيف تعرف نعمة التوحيد وفضله عليك .. وأنت تجهل الشرك .. وما يُجلبه من شرور وأضرارٍ على صاحبه في الدنيا والآخرة ؟!
كيف تعرف نعمة الصحة .. وأنت لا تعرف المرض .. ولم تجربه ..؟!
كيف تعرف نعمة الشبع .. وأنت لا تعرف الجوع .. ولم تجربه ..؟!
كيف تعرف نعمة الغنى .. وأنت لا تعرف الحاجة ولا الفقر .. ولم تجربه ..؟!
كيف تعرف نعمة الوصل .. والعيش مع الأهل والأحبة .. وأنت لا تعرف شر وفتنة وآلام الفراق ..؟!
كيف تعرف نعمة العلم .. وأنت تجهل الجهل وآثاره .. وهكذا كل شيءٍ فإنه لكي يُعرف على حقيقته لا بد أن يُعرف ضده.
هل يوجد تعريف مادي للشر 
لماذا خلق الله سبحانه وتعالى الشر ؟. 

سؤال يطرحه البعض :لماذا الله سبحانه وتعالى خلق الشر ..؟.. أوليس الله عز وجل خير محض . فهاهي الكوارث الطبيعية ، والحشرات السامة وكذا الأفاعي والعقارب وغيرها ، كما خلق الحيوانات التي تفتك بغيرها . كما خلق إبليس اللعين وخلق فرعون وهامان ويزيد وكل طواغيت الأرض .

الشر ينظر له من زاويتين 

الزاوية الأولى : وهي النظرة النسبية فبعض الشرور بالنسبة لي هي خير بالنسبة الى غيري . فمثلا الشر الذي في الأفعى أو العقرب هو شر بالنسبة لي لكنه خير بالنسبة إليها فهو سبيلها للبقاء والغذاء . كما أن بعض السموم تستخدم في العقاقير الطبية ومن هذه الجهة هو خير لي .
وكذلك الزلازل فبعضها ينشأ بواسطة طرق اصطناعية وبعضها بصورة طبيعية ولولا هذه الزلازل ما تغيرت تضاريس الأرض وقشرتها .

.إن الإنسان بطبيعته يجهل أين يكمن الخير وأين يكمن الشر فنظرته محصورة وكثيرا ما ينظر للأمور من خلال نفسه وإن ابتعد ستكون نظرته شاملة لمن هم حوله فقط .

الزاوية الثانية : بعض الشرور هي عدم الوجود فافتقار الإنسان لبعض الأمور التي يحتاجها قد تكون شرا بالنسبة إليه . والله سبحانه وتعالى لم يجعل هذا النقص في هذا أو ذاك . بل الوجود وعدم الوجود مرتبط تارة بعلل طولية وتارة أخرى بعلل عرضية . فمثلا لا يمكن أن تزرع أرضا قبل أن تسوي تربتها وتجعلها صالحة للزراعة ، وحتى إن كانت صالحة للزراعة فالطقس له دور والماء له دور واليد العاملة الخبيرة لها دور والمواد العضوية الموجودة لها دور وغيرها من الأمور الأخرى فهي كلها تعتبر شرائط معدة لاستكمال عملية الزراعة ، وأي خلل من هذه الشرائط سيكون له أثر سلبي على الزرع . وهذا ما يسمى بالعلل العرضية .

الله سبحانه وتعالى جعل الأمور تجري بأسبابها وجعل لهذا الكون سنن وقوانين تحكمه فأي خلل أو قصور يعرض على أمر ما يجعل القابلية والاستعداد للفيض الإلهي غير تام . فالزواج مثلا من مصاب لامرأة مصابة بمرض وراثي أو غير وراثي سيكون سببا لنشوء أطفال مصابين بهذا المرض ، فهل سنقول أن سبب إصابة هذا الطفل للمرض بفعل الله أم بسبب الأم والأب . نعم اذا لم يصب هذا الطفل بهذا المرض سيكون ذلك من لطف الله وكرمه .

فيزيد ولد من أب و أم عرفا بطغيانهم وفجورهم وتربى في أرض غير مهيأ لحمل أي فكر سليم وعلاوة على ذلك كان مفتقرا للأخلاق شاربا للخمر وغيرها من الأمور التي تدمي القلب . ثم أخذه حب الجاه والسلطان وإستهوته الدنيا بزخارفها . فكان نتاجا طبيعيا مع كل هذه المقومات ، إذ لو كان غير ذلك لكان شاذا عن الصورة الطبيعية .

إن الله سبحانه وتعالى لا يفرق بين أحد من خلقه فالقصور ليس منه سبحانه ، بل القصور من الطرف المستقبل الذي هو أنا وأنت ، فإذا لم نكن نحمل مقومات الاستعداد لتقبل الفيض الإلهي فلن تكون شاملة لنا ولن يكتب لها الوجود في نفوسنا .


وقد يقول قائل : إن الله يعلم بهذه النتيجة فلما خلقهم إذا ؟. 

والجواب : أن هذا مقتضى الحكمة الإلهية فلقد خلق الله الإنسان وجعله مختارا في تصرفاته ، وخلق البلاء ليكون سبيلا من سبل التكامل والرقي للإنسان فهو لا يرقى إلا بالسير إلى الله ومجاهدة النفس فالإنسان هو عين الفقر وهو كادح إلى ربه كدحا فملاقيه ويحصد في الآخرة نتائج عمله وما حمله معه في هذه الدار . كما أن بعض هؤلاء المفسدين كانوا سببا في وجود الصالحين إما بمجاهدتهم وإما بخروجهم من أصلابهم .

------
أولا...
مشكلة وجود الشر في العالم لا دخل لها في إثبات وجود الخالق من عدمه !! وذلك لأنه هناك علامات للخلق لا يخطئها عاقل مثل الصنع المتقن في كل شيء من الكون أو المخلوقات أو حتى في الخلية وشيفراتها الوراثية - وإنما هذه الشبهة هي في الحقيقة (للاعتراض) على هذا الخالق !! وذلك لأننا لو افترضنا - جدلا فقط - أن الخالق هو شرير : فسنجد أن شبهة الإلحاد هنا لم يعد لها وجود :
فإله شرير : يفسر وجود الشر - ولن نجد في ذلك أي حجة لـ (نفي) وجود الخالق !!
ثانيا...
وهنا ملحوظة غريبة وهي : إذا كان وجود الشر : يساوي عند الملحد بمنطقه الغريب عدم وجود خالق : فهل يحق لنا نحن المؤمنين (وبنفس المنطق) أن نحتج بوجود الخير على أنه دليل وجود الخالق ؟!
تناقض :)
ثالثا...
الغريب هنا أن الملحد إذا صح إلحاده (أي أننا كلنا عبارة عن ذرات ومواد لا روح فيها ولا نفس ولا ضمير) : فعلى هذا صارت العشوائية الخالقة هي التي أفرزت لنا الشر العالم - والسؤال :
من أين للملحد أن يحب الخير ويكره الشر ؟ والسؤال بصيغة أخرى :
كيف عرف أصلا الفرق بين الخير والشر ؟!!
رابعا...
يجيب على الملحد هنا الكاتب والباحث الأيرلندي (سي إس لويز C. S. Lewis) والذي توفي 1963م عندما كان ملحدا ثم عاد إلى إيمانه مرة أخرى فيقول بما معناه :
كيف نعرف الخط المستقيم إلا إذا كنا نعرف مسبقا الخط المنحني ؟
كيف لو كنا نعيش في عالم أساسه الشر : أن هناك شيئا اسمه الخير ؟ وهل لو كان هناك سمكة تعيش في أعماق البحر دوما : هل كانت ستعرف يوما معنى كلمة (بلل) أو (جفاف) إلا إذا كانت خرجت يوما خارج البحر ومياهه ؟
إذن الاعتراض نفسه على وجود الشر في وجه الخير ومعرفتنا للفرق بينهما : هي في ذاتها أثبتت عكس ما يريده الملحد !! وذلك لأنه لولا وجود خالق خارج هذا العالم المادي هو مصدر الخير وغارسه بالفطرة في الإنسان : لما عرفنا معنى الخير أصلا ولصار الكل سواء !! بل :
ولما تاقت أنفسنا وتخيلنا عالما كله خير في مقابل عالم فيه الشر !! إنها (الجنة) تماما كما أخبرنا الدين عنها !!
خامسا...
وهكذا كان على العاقل متحري الصدق والباحث عن الحق بالفعل أن يعيد نظره في مشكلة وجود الشر في العالم بعيدا عن سطحية وسذاجة وتناقض التفكير الإلحادي ليسأل نفسه :
ما هي احتمالات وجود الخالق حقا في ظل وجود الشر في العالم ؟
إنها لن تخرج عن أربع احتمالات :
1- إما أنه خالق شرير بالفعل !!
2- وإما أنه ليس شريرا ولكنه خلق العالم وتركه فوقع فيه الشر !!
3- وإما أنه ليس شريرا ولكنه لا يستطيع منع الشر من الوقوع !!
4- وإما أنه ليس شريرا ولكنه أراد ترك الفرصة لوقوع الشر للامتحان !!
فأما الاحتمال 1 :
فإذا كان الإنسان يعرف أن الخير كمال والشر نقص - وأن الإله إذا كان كاملا قادرا مستغنيا عن كل ما سواه لا طمع له ولا حاجة ولا كذب : لكان الواجب في حق هذا الإله أن يكون إله خير وليس إله شر وإلا :
كيف يخلق فينا نحن الأحسن : ويجعل لنفسه الأسوأ ؟
كيف يرضى لنا أن نتذوق معنى من معاني الكمال (وهو الخير) في حين يمثل هو معنى النقص والعوز والحاجة (وهو الشر) ؟!
هذه قسمة لا يقول بها عاقل مطلقا !!
إذن الخالق ليس شريرا وكل مظاهر الخير في العالم تشهد على ذلك بالفطرة التي هي أصل كل شيء - وخصوصا وأن الشر صادر من كل مَن له خيار وحرية إرادة مثل الإنسان !! بل وحتى الكوارث الطبيعية لماذا لا تكون من نتاج أفعالنا وليست عشوائية ولا صدفوية !!
وكما يخطيء المهندس أو الطبيب في إتقان عملهما فيضيع بسبب ذلك أبرياء : فكذلك مرتكبو الذنوب والمعاصي يضيع بسببهم أبرياء !!
وأما الاحتمال 2 :
فباطل أيضا !! وذلك لأن صنع شيء ثم تركه للفساد وعدم الاهتمام به هو عبث ننزه الخالق الحكيم عنه !! والذي تتبدى حكمته في كل جزئية في العالم والمخلوقات !! بل والنظر كذلك في كل جزئية من هذا العالم تصرخ باحتياجها لقدرة القادر الخالق في كل لحظة !! فالكون كله من أصغر ذراته لأكبر مجراته من المفترض أن يجري إلى الاستقرار والاتزان الحراري والطاقوي - تماما كما تترك كوبا ساخنا في الغرفة الباردة فلا يلبث إلا أن يبرد وتنتشر طاقته الحرارية باتزان في الغرفة مع الوقت !! والسؤال : لو كان هذا الكون المادي وطاقته في انفصال عن حفظ الخالق سبحانه وإرادته ومشيئته لاستمرار الكون إلى الأجل الموعود : لكان من المفترض أن الكون كله في حالة سكون الآن !! وذلك لأن أصغر تفاعل يحتاج إلى بذل طاقة أو شغل أو عمل !! فمن أين يأتي ذلك ؟ مع العلم باستحالة تسلسل الأسباب أو العلل إلى مالانهاية ؟
إذن وجود الخالق وتدخله في كل جزئية في الحياة والعالم هي حقيقة يعلمها كل مفكر محايد !! ويلمسها كل متدبر للعناية الإلهية اللحظية من حوله في الكون والكائنات !!
إذن : الله تعالى ليس شريرا ولم يخلق العالم ويتركه !!!
وأما الاحتمال 3 :
فباطل كذلك !! فالخالق الجبار الذي خلق كل هذا الكون بكل مافيه من إعجاز وقوة ومُلك وتدبير : يستحيل أن يظن عاقل أنه (عاجز) عن أن يمنع الشر !! وذلك لأن كل شر له سبب !! فالشر الذي يقع من الطبيعة وكوارثها له أسباب كلها بيد الخالق إن أراد منعها لمنعها أو تحويلها لمكان آخر لحولها !! وأيضا الشر الذي يقع من الناس لو أراد خالق أولئك الناس أن يقبض أرواحهم التي وهبها لهم أول مرة لأخذها !! وكذلك كل جبار لو أراد الله تعالى أن يسلبه الحياة في لحظة لفعل !
هذا كله من بدهيات العقل البسيط ولا تحتاج لكثير تفكير أصلا !!
إذن الله تعالى ليس شريرا ولم يترك العالم وليس عاجزا عن منع الشر
وهكذا لا يتبقى لنا إلا الاحتمال 4 !!
وهو وإن لم ننظر فيه لاعتبرناه صحيحا بمجرد سقوط الاحتمالات الأخرى !! تماما كما أسألك : ما هو اسم رئيس البرتغال :
باراك أوباما - عمر بن الخطاب - فلاديمير بوتين - أنيبال كافاكو سيلفا
فأنت لو عرفت يقينا أن الإجابة ليست في أول ثلاثة : فبالتأكيد هي في الرابع ولو لم تعرفه !!
فماذا لو أن الاحتمال الرابع صحيح بهذه الصورة : وصحيح عقلا أيضا ؟
فخالق هذا الكون يجب أن يكون مصدر خير لأن الشر نقص - ولا يصح أنه خلقنا وتركنا لأن ذلك عبث لا معنى له ولا حكمة فيه رغم أن كل جزئية في العالم تدل على حكمة في الخلق وتدل على افتقاد دائم له سبحانه !! وكذلك يستحيل أن يكون (عاجزا) عن منع الشر إذن :
هو إله خير - وأراد أن يقع الشر وأن يُخلق الشر من أفعال الناس اختيارا : لكي يؤاخذ الأخيار والأشرار كل على فعله وليس بحسب علمه النافذ فيهم فقط !! فالله تعالى العدل - ولا يستقيم أن يترك لأحد مما خلقهم أحرارا ووهبهم عقل وحرية اختيار أن يُدخل منهم الجنة وإلى النار مباشرة من دون أن تظهر مكنونات أنفسهم على أرض الواقع حتى لا يكون لأحدهم حجة على الله !!
وهذه هي الإجابة بل وسر الحياة :
الامتحان - وإظهار مكنون كل نفس بترك الحرية لكل أحد أن يُظهر الخير أو الشر الذي بداخله دون أن يجبره عليه أحد - وعلى هذا يقع ضحايا للأشرار في هذا العالم ولكن : في يوم الحساب ينال كل ذي حق حقه - والحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق