جواب مَن استنكر حديث أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَيَقُولُ: هَذَا فَكَاكُكَ مِنَ النَّارِ». (رواه مسلم)
- وفي رواية: «لاَ يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلاَّ أَدْخَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا».
- وفي رواية: «يَجِىءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى».
*احتمال ان يسن المشركون معصية يتبعهم المسلمون ويبعدها يتوب ويندم فيغفرها الله للمؤن ويبقى وزرها على الكافر
* او بسسب ايضاء النصارى للمسلمين الكل يعرف ظلم واعتداء والقتل من الاستعماري الصليبي او اليهودي ي فلسطين
قال الإمام النووي رحمه الله :
" معنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبى هريرة : ( لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار ) فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره .
ومعنى : ( فكاكك من النار ) أنك كنت معرَّضا لدخول النار ، وهذا فكاكك ؛ لأن الله تعالى قدر لها عددا يملؤها ، فإذا دخلها الكفار بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين . وأما رواية : ( يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب ) : فمعناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم ، ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم ، لا بذنوب المسلمين ، ولا بد من هذا التأويل ، لقوله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ، وقوله : ( ويضعها ) مَجاز ، والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه ، لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم ، وأبقى على الكفار سيئاتهم ، صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين لكونهم حملوا الإثم الباقي وهو إثمهم ، ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها ، بأن سنُّوها ، فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ، ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنوها ، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها " انتهى.
" شرح مسلم " (17/85)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) :
" قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سِنَان ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما منكم من أحد إلا وله منزلان : منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فإن مات فدخل النار وَرثَ أهل الجنة منزله ، فذلك قوله : ( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ) ) - رواه ابن ماجه في السنن برقم (4341) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (11/451): إسناده صحيح. وقال البوصيري في " الزوائد " (3/327) : " هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين "، وصححه السيوطي في " البدور السافرة " (ص/456) -
وقال ابن جُرَيْج ، عن لَيْث ، عن مجاهد : ( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ) قال : ما من عبد إلا وله منزلان : منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فأما المؤمن فيُبنَى بيته الذي في الجنة ، ويُهدّم بيته الذي في النار ، وأما الكافر فيُهْدَم بيته الذي في الجنة، ويُبنى بيته الذي في النار .
-
- قال: من الظلم أن يحمّل الله اليهود والنصارى ذنوبًا لم يعملوها بل اقترفها غيرهم.
-
1- قال العلماء: المراد: ذنوب كان اليهود والنصارى سببا فيها، فيوضع عليهم ((مثلها)) لكونهم من سنها، وهم في ذلك مجتهدون؛ فإذا غفرها الله للمسلم بصحة اعتقاده، وأبقى مثلها على اليهود والنصارى: كان كمن وضعها عن المسلم فوق اليهود والنصارى.
- وعليه يدل قوله صلى الله عليه وسلم: (فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ) يعني: أنها كانت محسوبة على المسلم ذنوبًا.
- فمحا السبب وأبقى مثله وهو أثره الذي تفرع عنه.
- قالوا: وهذا التأويل لا بد منه لقوله: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} (الأنعام:164)
- يدخل الكافر النار بذنوبهم وليس بذنونب المسلمين
النووي على مسلم: وأما رواية: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب ـ فمعناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين، ولا بد من هذا التأويل، لقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى ـ وقوله: ويضعها ـ مجاز والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه، لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم وأبقى على الكفار سيئاتهم صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين، لكونهم حملوا الإثم الباقي وهو إثمهم ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها بأن سنوها فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنوها، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها. انتهى.
وقد ذكر ـ أيضا ـ ابن حجر المعنى الذي قاله النووي وضعف الحديث ونقل تضعيفه عن البيهقي فقال في فتح الباري: في حديث الباب ـ يعني قوله صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها ـ وما بعده دلالة على ضعف الحديث الذي أخرجه مسلم من رواية غيلان بن جرير عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه رفعه: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى ـ فقد ضعفه البيهقي وقال: تفرد به شداد أبو طلحة، والكافر لا يعاقب بذنب غيره، لقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى ـ وأما رواية غيلان بن جرير: فأولها النووي ـ أيضاً ـ تبعاً لغيره بأن الله يغفر تلك الذنوب للمسلمين، فإذا سقطت عنهم وضعت على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم فيعاقبون بذنوبهم لا بذنوب المسلمين ويكون قوله: ويضعها ـ أي يضع مثلها، لأنه لما أسقط عن المسلمين سيئاتهم وأبقى على الكفار سيئاتهم صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين، لكونهم انفردوا بحمل الإثم الباقي وهو إثمهم، ويحتمل أن يكون المراد آثاما كانت الكفار سببها فيها بأن سنوها فلما غفرت سيئات المؤمنين بقيت سيئات الذي سن تلك السنة السيئة باقية، لكون الكافر لا يغفر له فيكون الوضع كناية عن إبقاء الذنب الذي لحق الكافر بما سنه من عمله السيء ووضعه عن المؤمن الذي فعله بما من الله به عليه من العفو والشفاعة سواء كان ذلك قبل دخول النار، أو بعد دخولها والخروج منها بالشفاعة، وهذا الثاني أقوى والله أعلم. انتهى.
2- وبطريق آخر أن يقال:
- قال الله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} (سورة البقرة: 191)
- وقال تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} (سورة البقرة: 217)
- فإذا كان الحال في القتل: أن تؤخذ فيه الذنوب من المقتول وتوضع على القاتل؛ فكيف بالسعي في إضلال الناس عن دين الله الذي هو أشد جرمًا من القتل؟
- وقد قال تعالى: {.... وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} (سورة النساء: 85)
- فإذا كانت الشفاعة السيئة = وهي: طلب المضرة والأذى للغير بغيبة ونميمة ونحوها =: يحمل بها المتكلم نصيبًا من وزر مَن باشر الأذى بيده: فكيف بمن سعى في تعبيد الناس لغير الله؟
-
3- قلت: والذي يظهر لي بما فتح الله: أن مضاعفة العذاب تلك لأمرين:
أ- علمهم به صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه.
- فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ ((لَهُمْ أَجْرَانِ)): رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ، وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ ....». (رواه البخاري ومسلم)
- فإذا ((تضاعف الأجر)): تناسب أن ((يتضاعف الوزر)) ((وهو عدل)).
- ومن مضاعفة الوزر ((بعدل الله)) أن يوضع عليهم من أوزار المسلمين ذنوبًا استوجبت ((رحمة الله)) مغفرتها لهم.
- فبالعدل ضاعف لهؤلاء الوزر، وبالرحمة وضع الذنب عن عباده المؤمنين.
-
ب- الأمر الثاني: أنهم اتهموا الله بمثل ذلك.
- فالنصارى قالوا: إن المسيح هو الله، وأنه تجسد في صورة بشر ليصلب، فيكفر ما ((ورثناه من خطيئة آدم)) حين أكل من الشجرة التي مارأيناها نحن، وما أكلنا منها قط.
- فيكون الوضع لبعض ذنوب المسلمين عليهم جزاء وفاقًا لما اتهموا الله به من الظلم، إهانة لهم.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى إِنْ ظَنَّ بِى خَيْرًا فَلَهُ ((وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ)). (رواه أحمد وابن حبان وغيرهما)
- وأما اليهود فقالوا: إن الله خلق بقية عباده لخدمتنا كي نستعبدهم كما نشاء، ولا حرمة لهم.
- قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (سورة آل عمران: 75)
- وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: .... نَكُونُ فِيهَا [أي: في النار] يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اخْسَئُوا فِيهَا، وَاللَّهِ لاَ نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا. (رواه البخاري)
- قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (سورة آل عمران: 24)
- أي: غرهم كذبهم على الله.
- فالنصارى قالوا: قد حمّل الله خلقه سيئة لم يعملوها وهي ((الأكل من الشجرة)).
- واليهود قالوا: يحمل الله خلقه سيئاتنا، فنعصيه ويفدينا بهم من نار جهنم، فيدخلهم إياها بدلًا عنا، بعد أن نبقى فيها أياما معدودة.
- وهذا بلا شك اتهام لله بالظلم وكفى به كفرًا مبينًا يستوجب العقاب.
-
- لذلك فمن عقابهم على ذلك الكفر: أن يضع الله عليهم ذنوب المسلمين ((المستوجبة لمغفرته سبحانه)) بصحة عقيدة المؤمنين.
- يقال: اليهود والنصارى لم يعملوا ذنوب المسلمين تلك؟
- يجاب: قد وضعت عليهم ((جزاء سيئة)) استوجبت أن يكتب عليهم بها وزر.
- ما هي هذه السيئة؟
- هي اتهامهم لله جل شأنه بالظلم؛ ((فلم توضع عليهم بلا سبب)).
- فيجوز بهذا الاعتبار أيضًا أن يتجاوز الله جل شأنه عن ذنوب المسلمين ((برحمته)) لأنهم أهل للمغفرة بصحة إيمانهم وإقرارهم بذنبهم؛ ويضعها على اليهود والنصارى ((بعدله)): ((جزاء اتهامهم له سبحانه بالظلم)).
- فهي رفعت عنا ((برحمة الله ومغفرته)) ووضعت عليهم ((بعدل الله وعزته)) جزاء سيئتهم.
- ولا يعاب عدل ولا رحمة بحال.
- فافهم.
-
- والحمد لله أولًا وآخرًا
- وفي رواية: «لاَ يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلاَّ أَدْخَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا».
- وفي رواية: «يَجِىءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى».
*احتمال ان يسن المشركون معصية يتبعهم المسلمون ويبعدها يتوب ويندم فيغفرها الله للمؤن ويبقى وزرها على الكافر
* او بسسب ايضاء النصارى للمسلمين الكل يعرف ظلم واعتداء والقتل من الاستعماري الصليبي او اليهودي ي فلسطين
قال الإمام النووي رحمه الله :
" معنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبى هريرة : ( لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار ) فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره .
ومعنى : ( فكاكك من النار ) أنك كنت معرَّضا لدخول النار ، وهذا فكاكك ؛ لأن الله تعالى قدر لها عددا يملؤها ، فإذا دخلها الكفار بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين . وأما رواية : ( يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب ) : فمعناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم ، ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم ، لا بذنوب المسلمين ، ولا بد من هذا التأويل ، لقوله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ، وقوله : ( ويضعها ) مَجاز ، والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه ، لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم ، وأبقى على الكفار سيئاتهم ، صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين لكونهم حملوا الإثم الباقي وهو إثمهم ، ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها ، بأن سنُّوها ، فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ، ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنوها ، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها " انتهى.
" شرح مسلم " (17/85)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) :
" قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سِنَان ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما منكم من أحد إلا وله منزلان : منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فإن مات فدخل النار وَرثَ أهل الجنة منزله ، فذلك قوله : ( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ) ) - رواه ابن ماجه في السنن برقم (4341) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (11/451): إسناده صحيح. وقال البوصيري في " الزوائد " (3/327) : " هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين "، وصححه السيوطي في " البدور السافرة " (ص/456) -
وقال ابن جُرَيْج ، عن لَيْث ، عن مجاهد : ( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ) قال : ما من عبد إلا وله منزلان : منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فأما المؤمن فيُبنَى بيته الذي في الجنة ، ويُهدّم بيته الذي في النار ، وأما الكافر فيُهْدَم بيته الذي في الجنة، ويُبنى بيته الذي في النار .
-
- قال: من الظلم أن يحمّل الله اليهود والنصارى ذنوبًا لم يعملوها بل اقترفها غيرهم.
-
1- قال العلماء: المراد: ذنوب كان اليهود والنصارى سببا فيها، فيوضع عليهم ((مثلها)) لكونهم من سنها، وهم في ذلك مجتهدون؛ فإذا غفرها الله للمسلم بصحة اعتقاده، وأبقى مثلها على اليهود والنصارى: كان كمن وضعها عن المسلم فوق اليهود والنصارى.
- وعليه يدل قوله صلى الله عليه وسلم: (فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ) يعني: أنها كانت محسوبة على المسلم ذنوبًا.
- فمحا السبب وأبقى مثله وهو أثره الذي تفرع عنه.
- قالوا: وهذا التأويل لا بد منه لقوله: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} (الأنعام:164)
- يدخل الكافر النار بذنوبهم وليس بذنونب المسلمين
النووي على مسلم: وأما رواية: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب ـ فمعناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين، ولا بد من هذا التأويل، لقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى ـ وقوله: ويضعها ـ مجاز والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه، لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم وأبقى على الكفار سيئاتهم صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين، لكونهم حملوا الإثم الباقي وهو إثمهم ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها بأن سنوها فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنوها، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها. انتهى.
وقد ذكر ـ أيضا ـ ابن حجر المعنى الذي قاله النووي وضعف الحديث ونقل تضعيفه عن البيهقي فقال في فتح الباري: في حديث الباب ـ يعني قوله صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها ـ وما بعده دلالة على ضعف الحديث الذي أخرجه مسلم من رواية غيلان بن جرير عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه رفعه: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى ـ فقد ضعفه البيهقي وقال: تفرد به شداد أبو طلحة، والكافر لا يعاقب بذنب غيره، لقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى ـ وأما رواية غيلان بن جرير: فأولها النووي ـ أيضاً ـ تبعاً لغيره بأن الله يغفر تلك الذنوب للمسلمين، فإذا سقطت عنهم وضعت على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم فيعاقبون بذنوبهم لا بذنوب المسلمين ويكون قوله: ويضعها ـ أي يضع مثلها، لأنه لما أسقط عن المسلمين سيئاتهم وأبقى على الكفار سيئاتهم صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين، لكونهم انفردوا بحمل الإثم الباقي وهو إثمهم، ويحتمل أن يكون المراد آثاما كانت الكفار سببها فيها بأن سنوها فلما غفرت سيئات المؤمنين بقيت سيئات الذي سن تلك السنة السيئة باقية، لكون الكافر لا يغفر له فيكون الوضع كناية عن إبقاء الذنب الذي لحق الكافر بما سنه من عمله السيء ووضعه عن المؤمن الذي فعله بما من الله به عليه من العفو والشفاعة سواء كان ذلك قبل دخول النار، أو بعد دخولها والخروج منها بالشفاعة، وهذا الثاني أقوى والله أعلم. انتهى.
2- وبطريق آخر أن يقال:
- قال الله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} (سورة البقرة: 191)
- وقال تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} (سورة البقرة: 217)
- فإذا كان الحال في القتل: أن تؤخذ فيه الذنوب من المقتول وتوضع على القاتل؛ فكيف بالسعي في إضلال الناس عن دين الله الذي هو أشد جرمًا من القتل؟
- وقد قال تعالى: {.... وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} (سورة النساء: 85)
- فإذا كانت الشفاعة السيئة = وهي: طلب المضرة والأذى للغير بغيبة ونميمة ونحوها =: يحمل بها المتكلم نصيبًا من وزر مَن باشر الأذى بيده: فكيف بمن سعى في تعبيد الناس لغير الله؟
-
3- قلت: والذي يظهر لي بما فتح الله: أن مضاعفة العذاب تلك لأمرين:
أ- علمهم به صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه.
- فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ ((لَهُمْ أَجْرَانِ)): رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ، وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ ....». (رواه البخاري ومسلم)
- فإذا ((تضاعف الأجر)): تناسب أن ((يتضاعف الوزر)) ((وهو عدل)).
- ومن مضاعفة الوزر ((بعدل الله)) أن يوضع عليهم من أوزار المسلمين ذنوبًا استوجبت ((رحمة الله)) مغفرتها لهم.
- فبالعدل ضاعف لهؤلاء الوزر، وبالرحمة وضع الذنب عن عباده المؤمنين.
-
ب- الأمر الثاني: أنهم اتهموا الله بمثل ذلك.
- فالنصارى قالوا: إن المسيح هو الله، وأنه تجسد في صورة بشر ليصلب، فيكفر ما ((ورثناه من خطيئة آدم)) حين أكل من الشجرة التي مارأيناها نحن، وما أكلنا منها قط.
- فيكون الوضع لبعض ذنوب المسلمين عليهم جزاء وفاقًا لما اتهموا الله به من الظلم، إهانة لهم.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى إِنْ ظَنَّ بِى خَيْرًا فَلَهُ ((وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ)). (رواه أحمد وابن حبان وغيرهما)
- وأما اليهود فقالوا: إن الله خلق بقية عباده لخدمتنا كي نستعبدهم كما نشاء، ولا حرمة لهم.
- قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (سورة آل عمران: 75)
- وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: .... نَكُونُ فِيهَا [أي: في النار] يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اخْسَئُوا فِيهَا، وَاللَّهِ لاَ نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا. (رواه البخاري)
- قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (سورة آل عمران: 24)
- أي: غرهم كذبهم على الله.
- فالنصارى قالوا: قد حمّل الله خلقه سيئة لم يعملوها وهي ((الأكل من الشجرة)).
- واليهود قالوا: يحمل الله خلقه سيئاتنا، فنعصيه ويفدينا بهم من نار جهنم، فيدخلهم إياها بدلًا عنا، بعد أن نبقى فيها أياما معدودة.
- وهذا بلا شك اتهام لله بالظلم وكفى به كفرًا مبينًا يستوجب العقاب.
-
- لذلك فمن عقابهم على ذلك الكفر: أن يضع الله عليهم ذنوب المسلمين ((المستوجبة لمغفرته سبحانه)) بصحة عقيدة المؤمنين.
- يقال: اليهود والنصارى لم يعملوا ذنوب المسلمين تلك؟
- يجاب: قد وضعت عليهم ((جزاء سيئة)) استوجبت أن يكتب عليهم بها وزر.
- ما هي هذه السيئة؟
- هي اتهامهم لله جل شأنه بالظلم؛ ((فلم توضع عليهم بلا سبب)).
- فيجوز بهذا الاعتبار أيضًا أن يتجاوز الله جل شأنه عن ذنوب المسلمين ((برحمته)) لأنهم أهل للمغفرة بصحة إيمانهم وإقرارهم بذنبهم؛ ويضعها على اليهود والنصارى ((بعدله)): ((جزاء اتهامهم له سبحانه بالظلم)).
- فهي رفعت عنا ((برحمة الله ومغفرته)) ووضعت عليهم ((بعدل الله وعزته)) جزاء سيئتهم.
- ولا يعاب عدل ولا رحمة بحال.
- فافهم.
-
- والحمد لله أولًا وآخرًا
الله يخسف بيكم الارض يا اغبياء بني ادم يامن يصدق بهذه الاحاديث عن رسول الله يا من يهين الله ويشكك في عدله .
ردحذفكل هذه الأحاديث تنسف صفة الله القسط والعدل وتنسب إليه الظلم وتخالف ما قاله في كتابه (ولا تزروا وازرة وزرة أخرى) وكل الآيات التي تتكلم عن الأوامر والنواهي التي يجب أن نتجنبها .. تجعلون من يصدق بهذه الأحاديث كسالى للعمل من أجل جنة الدنيا وجنة الآخرة..
ردحذفوكل ما كتب في صفحتكم لا يوجد عليه دليل واضح في القرآن الكريم ولا يجوز نسبه إلى الرسول الكريم
لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
ردحذفحسبنا الله ونعم الوكيل،،
ردحذفلقد تغيرت حياتي تمامًا عندما التقيت بمؤسسات القروض الائتمانية بالصدفة على الإنترنت! حول كيفية تقديم قرض جيد عبر الإنترنت بفائدة 2٪ وقررت أن أطلب قرضًا في أسرع وقت ممكن. يجب أن تتجاهل كل مقرضي القروض هؤلاء، لأنهم جميعًا عمليات احتيال ... عمليات احتيال حقيقية ... لقد كنت ضحية لسرقة آلاف الدولارات مني ... لكن (loancreditinstitutions00@yahoo.com) whatsapp: +393512640785.
ردحذفوافقوا على قرضي بنسبة 2% فقط في غضون 48 ساعة بعد تلبية متطلباتهم الضرورية، وتم إيداع قرضي في حسابي البنكي بدون ضمانات.
أنصح أولئك الذين جربوا كل ما هو ممكن وفقدوا الأمل في كيفية اقتراض الأموال من البنك أو البحث عن قرض لتعزيز أعمالهم وفقدوا الأمل في الاتصال بـ (loancreditinstitutions00@gmail.com) Whatsapp: +393512114999. أنا أثق بهم تمامًا ولا تترددوا في الاتصال بهم.
محمد ورد أرسل من الآيباد الخاص بي