الخميس، 25 أغسطس 2016

النازية العلمانية

حينما نذكر للملحد جرائم الملحدين وتذبيحهم للمسلمين والمسيحيين واليهود والسكان الاصليين يقول لي هي مجرد اخطاء لكن ينكشف الستار وتظهر الحقيقة علئ انها نتاج للايمان بنظرية التطور(1) تخللت أفكار الداروينية وامتد تأثرها الي السياسة العامة. وبقدر ماهى معيبة، كانت مختلف التأثيرات والنتائج المنبثقة عنها كارثية . وكانت فكرة داروين "الصراع من أجل البقاء " بمثابة إلهام وتبرير "علمي " أتاح لأصحاب الايدولوجيات الاجرامية تقنين الصراعات الطبقية ، واضطهاد الضعفاء ، والعنصرية والاستعمار والاستغلال والقمع وغيرها من أشكال وحشية من السلوكيات بإعتبار الطبيعة ساحة قتال للمجتمعات البشرية . في العام 1922؛ نشر هاري لافلين ، مدير قسم الارشيف الخاص بتحسين النسل بامريكا والذي كان قد انشئ قانون التعقيم المحسن للنسل النموذجي<model eugenical sterilization law> الذي كتب فى عام 1914 للتصريح بتعقيم الناس تحت الاصناف الاتية (2): 1- البلهاء
. 2- مختلين عقليا (بما في ذلك اللذين يعانون اختلال نفسي ). 
3- ذوي العقلية الاجرامية المشاكسون والجانحون. 
4- مرضي الصرع.
 5- مدمنى المشاريب المسكرة والمخدرات.
 6-المرضي (بما في ذلك السل والجزام والزهري وذوي الامراض المعدية ).
 7- المكفوفين واصحاب الاعتلال البصري الخطير.
8- الصم واصحاب الاعتلال السمعي الخطير.
 9-المشوهون والمقعدون
. 10- العالة على الغير (الايتام ، الفقراء، المشردون والفقراء المعدمون)
. كانت فلسفة لافلين وأقرانه من وجهاء امريكا الوقوريين في ذلك الوقت هي أن التقدم في النظام الصحي والصحة العامة والتغذية خلال القرن المنصرم أدت الى بقاء عدد أكبر من الناس غير المرغوب فيهم والذين كانوا يتناسلون بمعدلات لم تكن ممكنة فى الماضي ، وكانت هذه العوامل سبب تعطيل سيف قانون البقاء للأصلح الذي كان يستأصل رقابهم أول بأول ويبقى على النسل القوي ومن ذلك لزم تصحيح الوضع والتدخل لضبط المعادلة . وعلى الدولة واجباً أكيداً لتفعل مافي وسعها للحد من انتشارالصفات غير المرغوبة التي اعتقدوا أنها اصبحت اكثر شيوعا لان التدخلات الحكومية السابقة جعلت الحياة اسهل لهؤلاء غير المرغوب فيهم ومكنتهم من الحياة والتناسل (3) من المثير أن نعلم أن من بين المتحمسين لعمليات تحسين النسل في امريكا كان الرئيس وودرو ويلسون والكسندر غرهام بيل ومارغريت سانغر التى أسست الحركة من أجل تحسين النسل وأيدها روزفلت الذي كتب فى احد رسائلة: "من الغريب فعلا أن شعبنا يرفض أن يطبق على البشر تلك المعارف الابتدائية مثلما ينبغي على كل مزارع ناجح أن يطبق على تربية الماشية لدية ، أي مجموعة من المزراعين الذين لم يسمحوا بتناسل افضل الماشية لديهم وسمحوا بأن تأتي الزيادة من الماشية السيئة سوف يجري التعامل معهم على انهم يستحقون دخول مصحة الامراض العقلية" . (4) تخلى أنصار دارون عن تلك الافكارالشيطانية بعد ذلك لأنها تسببت فى نبذ نظرية دارون لدى العامة وعدم تقبلها حتي أن نصف الامريكين وبعد قرن من تلك المأساة لا يؤمنون بنظرية التطور كما يحكي آل جور فى كتابه the future six drivers of global change. بالعودة الى لافلين وقائمته المشئومة فقد كانت مهينة وغير إنسانية بشكل مثير للأشمئزاز لكن من المفارقات التي ينبغي ذكرها بهذا الخصوص: الاولى هي أن لافلين نفسه كان مصابا بالصرع وبالتالي يقع تحت طائلة تلك القائمة (5) والثانية أن النازيون قد منحوه درجة فخرية فى عام 1936 من جامعة هايدلبرج لجهده فى "علم التطهير العرقي" وطبقوا تشريعه فى فترة الرايخ الثالث فى المانيا النازية كأساس لتعقيم أكثر من 350 ألف شخص بالاضافة الى رصيده السابق والمقدر بعشرات الالاف فى امريكا (6) يحكي روبرت رايت : "بعد كل شئ : نظرية التطور لديها تاريخ طويل وقذر إلى حد بعيد فيما يتعلق بتطبيقات الشئون الانسانية . " بعدما اختلطت مع الفلسفة السياسية لتشكيل ايدولوجية غامضة تعرف باسم "الداروينية الاجتماعية " وما لعبته فى أيدي العنصريين والفاشيين والصنف الاقسى قلوبا من الرأسماليين 1( رد علئ مغالطة )
2- paul a.lombardo,three generations,no imbeciles ,eugenics,the supreme court,andbackv.bell (baltimore, johns hopkinsuniversity press,2008),p.91.
 3- paul lombardo,eugenic sterilization laws image archive on the american eugenics movement http://www.eugenicsarchive.org/html/eugenics/essay8text.html
-4 harry bruinius, better for all the world ;the secret history of forced sterilization and america's quest for racial purity pp.190-91
5 -
 wellerstein ,harry laughlin's model eugenical sterilization law - 
6المصدر السابق 
7- Robert Wright, The Moral Animal, New York:Vintage Books, 1994, p. 7.____________ https://books.google.com.eg/books?id=aq94CAAAQBAJ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق