اذا جمعنا جميع الايات التي تتعلق بخلق السماوات والارض من البداية حتى اللمسات الاخيرة ينتج لنا التلخيص التالي:
1) كانت السماوات والارض كتلة واحدة ملتصقة (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30))الانبياء
وهذه هي المادة الاولية, والله اعلم بماهية هذه المادة وما هي تركيبتها
2)المرحلة الثانية هي مرحلة ما بعد الفتق, فبعد ان كانت السماوات والارض كتلة واحدة ملتصقة ببعضها, ففصلهما رب العزة عن بعضهما, فعند علماء الفضاء يسمونه الانفجار العظيم ويقولون انه انفجار عشوائي ولكن الادق انه انفجار ولكنه منظم ومحكم
3) من المعلوم ان الانفجار يولد الدخان, لذلك بعد مرحلة الانفجار المحكم الناتج من عملية الفتق, تولدت كميات هائلة من الدخان (ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ), لذلك هذه هي المادة الاولية الثانية للسماوات والارض- الدخان-.
ملاحظة: الله تبارك وتعالى عندما يتحدث في القرآن الكريم عن خلق السماوات والارض يقدم السماوات على الارض في الترتيب, وذلك ليس لان السماوات خلقت قبل الارض بل انهما خلقتا معاً بنفس الوقت ولكن هذا هو الخلق الاولي لمادتهما الا وهي الدخان, فقد قدم ترتيب السماوات لانها اعظم واكبر واوسع
4)الآن في هذه المرحلة بعد ان اصبحت السماوات والارض عبارة عن دخان منتشر بدأت عملية تشكيل الارض اولا فقام الله عز وجل بالفصل بين الكتلتين حيث فصل كمية من هذا الدخان وبدأ بتشكيل كتلة للارض, وفي هذه المرحلة بقيت الكتلة تتكثف وتتشكل ولكن من دون حياة ولا زرع ولا كائنات ولكن كتلة ملتهبة فتم هذا الخلق والتشكيل في يومين ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9))فصلت
5) بعد خلق الارض في يومين قام الله عز وجل بجعل الجبال وتشكيلها من نفس كتلة الارض ومباركتها وتقدير اقواتها, فقط مباركة وتقدير وحتى هذه المرحلة لا يوجد حياة في الارض (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10))فصلت
6)بعد تشكيل الارض وتشكيل الرواسي والمباركة فيها وتقدير الاقوات استوى رب العزة الى السماء وهي لا تزال في حالتها الدخانية, فقام باخضاعهن وامرها هي والارض ان يرضخا لامره ويطيعانه تبارك اسمه وتعالى علوا كبيرا, فاستجابتا وضختا لجبروته وعزته ( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11))فصلت, فقام بتسوية كتلة دخان السماء وتحويلها الى 7 طبقات (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا)
7) بعد تشكيل طبقات السماء 7 طبقات, قام الله عز وجل ببناء السماء الدنيا, ركزوا معي الدنيا حاليا, (الله عز وجل عندما يذكر كلمة السماء بالمفرد في القران فهو يعني السماء الدنيا او الغلاف الجوي او ما علا الارض حتى الغلاف الجوي من دون التطرق الى ما فوق السماء الاولى) فقام ببناء اعمدتها الغير مرئية (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) وتزيينها (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا) واغطاش سوادها وظلمتها في فسيح فضاء ما دون السماء وخلق الشمس ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) وكل هذا مباشرة بعد تشكيل الطبقات السبع (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29))النازعات
8) ثم بعد هذه المرحلة قام الله عز وجل بدحي الارض عن طريق اخراج مائها من جوفها واخراجه من باطنها وانبات الزرع والشجر وتثبيت الجبال لمنعها من الاضطراب (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴿30﴾ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ﴿31﴾) (النازعات) (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ).
9) وبعد الانتهاء من خلق السماوات والارض بث في الارض الدواب
10) وبعد هذا خلق ابونا آدم عليه السلام واستخلغه في الارض.
اكتشاف الدخان الكوني
يقول العلماء في أحدث بحث علمي (حسب مجلة Astrophysical Journal 10-2012,) إن الدخان (أو الغبار) موجود في الكون منذ 13 مليار سنة، هذه المعلومات معتمدة من المصادر التالية: (Source: NASA, ESA, and The Hubble Heritage Team (STScI/AURA)-ESA/Hubble Collaboration)
يقول الباحث Finkelstein لم نكن نتوقع وجود هذه الكميات من الغبار في الكون في بداياته المبكرة، ويقول بالحرف الواحد:
"We thought that 13 billion years ago would have been so early in the universe, that dust really didn't have a chance to form."
أي أننا تصورنا أنه قبل 13 مليار عام عندما كان الكون في بداياته فإن الغبار حقاً لم يكن أمامه فرصة للتشكل" ويقول: إننا كنا نعتقد أن الكون في بداية خلقه تشكلت النجوم من الهيدروجين والهيليوم، ولكن الغبار يتألف من عناصر أثقل مثل السيليكون، والمغنزيوم.. فكيف تشكل هذا الغبار؟
إن هذه الدراسة تثبت لنا أن كلام الله تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. ولذلك نجد سورة فصلت حيث ذكرت هذه الآيات الكريمة، تؤكد أن الله سيُري أولئك الملحدين معجزاته في آفاق الكون، حتى يدركوا أن القرآن هو الحق: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
وأخيراً نكون قد أثبتنا أن القرآن لا يناقض العلم ولا يخالفه، وهذا ما أكده القرآن نفسه عندما حدد لنا طريقة رائعة في إثبات أن القرآن كلام الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82] ونحن نتحدى أي ملحد أن يخرج لنا آية واحدة في القرآن تناقض الحقائق العلمية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق