ذكر الله تعالى النسخ في الآيات التاليات : حيث يقول عز وجل :
" ما ننسخ من آية أو ننسها .. نأتِ بخيرٍ منها أو مثلها .. ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير " ؟!.. البقرة – 106 ..
" وإذا بدلنا آية مكان آية .. قالوا إنما أنت مُفتر ِ .. بل أكثرهم لا يعلمون .. قل : نزله روح القدس من ربك بالحق : ليُثبت الذين آمنوا " .. النحل – 101 : 102 ..
" سنقرئك فلا تنسى ..( إلا ما شاء الله) " .. الأعلى – 6 : 7
ايضا الله يفعل مايريد
إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) هود
كما انه موجود ابجماع الامة من قرون
هذه الايات تؤمر اياض بلزوم الجماعة يعني انكار النسخ اكار للقران
فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) البقرة
الخطاب للصحابه
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء
سبيل المؤمنين هم الصحابة واجماع الامة
انكار الاجما يعني انكار القران
معنى كلمة النسخ .. والمراد بها في القرآن ...
النسخ في اللغة : هو محو الشيء وإزالته .. سواء أتيت بغيره بدلا عنه أو لا ... فهي من جهة تحمل معنى الإبطال والإزالة .. ومن الجهة الأخرى تحمل معنى الإثبات وعمل مثل الأصل !
فيقال مثلا ً: نسخ الشيء نسخا ً: أي أزاله ... وذلك مثل قولهم : نسخت الريحُ آثار الديار .. ونسخت الشمسُ الظل .. ونسخ الشيبُ الشباب .. ويقال أيضا ً: نسخ الله الآية : أي أزال حكمها الشرعي السابق .. ويقال كذلك : نسخ الحاكمُ الحكم أو القانون : أي أبطله ...
وأخيرا ًيقال : نسخ فلان ٌالكتاب : أي نقله وكتبه حرفا ًبحرف أو صنع صورة ًمماثلة ًمنه ..
------
فإذا فهمنا تلك المعاني ..
لاستطعنا فهم الكثير من كلام السلف والعلماء عندما يذكرون كلمة (نسخ) في كلامهم في القرآن وغيره !
فهم تارة يذكرون النسخ على أحكام : أبطلها الله ورسوله ... وسواء جاء هذا النسخ مرة ًواحدة ًأو متدرجا ًللتخفيف كنسخ حكم شرب الخمر ..
كقول الله تعالى مثلا ً: " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى : حتى تعلموا ما تقولون " ..
عُرف منه أنه يجوز شرب الخمر في غير أوقات الصلاة ..
ثم نزلت الآية الواضحة في تحريم الخمر بالاجتناب :
" إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام : رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه " ...
وتارة يذكرون النسخ مرادفا ًلمعاني الاستثناء وتخصيص العام وتفصيل المُجمل إلخ ..! كقول الله تعالى مثلا ًبعد أن ذكر الشرك والقتل بغير حق والزنا :
" ومَن يفعل ذلك : يلق آثاما ً.. يُضاعف له العذاب يوم القيامة : ويخلد فيه مهانا " ..
ثم نسخ ذلك الحكم بأن استثنى منه فقال عز وجل :
" إلا مَن تاب وآمن وعمل عملا ًصالحا ً.. فأولئك : يُبدل الله سيئاتهم حسنات " ...
يقسم العلماء النسخ في القرآن إلى :
1...
آيات لم تعد موجودة في المصحف (نسخ تلاوة) ولم يعرف حُكمها (نسخ حكم) ..
وهي التي أ ُنسيت بالكلية .. فلم يثبتها جبريل للنبي في العرضة الأخيرة للقرآن قبل موت النبي .. حيث كان جبريل يعارض النبي كل عام في رمضان عرضة ًلمراجعته القرآن : وعارضه في العام الأخير عرضتين - ومنها عرف النبي باقتراب أجله - فالذي تم تثبيته في هذه العرضة هو ما شاء الله حفظ القرآن عليه فيما بعد : وهو الذي يسر الله تعالى له تجميعه وتدوينه بعد ذلك في عهد أبي بكر كما سيأتي .. ومثال هذا النوع من النسخ : ما تم نسخه من سورة الأحزاب : حيث كان طولها يقارب البقرة !!!..
ومعلوم لدينا أن سورة الأحزاب يسميها البعض سورة (النبي) : وذلك لكثرة تعرضها لأحوال النبي وزوجاته وبناته إلخ .. ولعل ما تم نسخه منها كان خاصا بذلك الوقت : فأبدله الله تعالى ما يجمله بعد تفصيله آنذاك ..
والمهم : أن هذا النوع الأول من النسخ يسمى :
نسخ الحكم والتلاوة معا ً...
2...
آيات موجودة في المصحف ولكن : توقف العمل بها .. وهذا يسمى نسخ الحكم وبقاء التلاوة ...
ومثاله : نسخ الله لبقاء المتوفى عنها زوجها سنة ًكاملة ً: إلى أربعة أشهر وعشرا ًوبقت الآية :
" والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً : وصية ًلأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج " البقرة 240 ..
وتركها الله عز وجل بيانا ًللتخفيف على المسلمات من بعض ما كان يجري قبل الإسلام عليهن ..
وهذا النوع من النسخ يسمى :
نسخ الحكم : مع بقاء التلاوة ..
3...
آيات لم تعد موجودة في القرآن : ولكن حكمها باقي .. وفي ذلك النوع من النسخ دلالة على أهمية اطلاع المسلمين على السنة وكما سأشرح بعد قليل بإذن الله ..
ومثال هذا النسخ : نسخ آية الرجم للزاني من تلاوة المصحف : مع بقاء حكمها ..
ومثلها أيضا ًنسخ تحديد عدد الرضعات التي تحرم من الرضاعة بعشر ثم خمس من المصحف : مع بقاء حكمها ..
< وقد كان منتشرا ًفي زمن النبي الاسترضاع : فحد له الله تعالى عددا ً: وتدرج به إلى أن وصل إلى خمسة كما سيأتي > ..
وهذا النوع من النسخ يسمى :
نسخ التلاوة : مع بقاء الحكم ..
4...
نسخ القرآن لما قبله من الشرائع عند التعارض .. بمعنى أنه لو وجد حكمين ( مختلفين ) في مسألة واحدة في شرعنا وشرع مَن قبلنا : فيكون حكم شرع الإسلام : ناسخ ومُبدل لحكم الشرع السابق ... والأمثلة من القرآن كثيرة ...
منها أن أبناء آدم عليه السلام كانوا يتزوجون من بعضهم البعض باديء الأمر للحاجة القطعية لذلك : ولكننا نجده في شرعنا محرما .. وكذلك السجود للبشر : كان مباحا ًعلى سبيل التحية والإجلال : وكما سجد أخوة يوسف وأبواه له .. ولكنه محرم في شرعنا وقال النبي أنه لو أباحه لكان أباحه للزوجة لزوجها .. وأيضا ًلم يكن يباح للمؤمنين من قبل أن يتظاهروا بالكفر ولو اكرهوا عليه لينجون من العذاب أو القتل - مثل فتية الكهف - : ولكنه مباح في شرعنا .. إلخ
وأما من الجهة الأخرى العملية - وبالأمثلة - : فهناك نسخ كثير بالفعل عند اليهود الذين ينكرونه !
1...
فمن النسخ مثلا ًأن الطعام كله كان حلا ًلهم : إلا ما حرمه إسرائيل على نفسه (أي نبي الله يعقوب عليه السلام حيث حرم على نفسه أكل الإبل وألبانها) .. ثم حرم الله عليهم أيضا ًبعض الطيبات :
جزاءً لهم ولذنوبهم .. وكل ذلك ذكره القرآن عليهم بوضوح : وهو عين نسخ الأحكام !!!..
2...
نسخ حكم جواز تزويج الأخ والأخت في أولاد وبنات آدم عليه السلام .. حيث كان مقتضى الحكم وقتها أن يُزوج ابنا ًمن بطن (أي من الولادة الأولى) : إلى أخته من البطن الثانية : والعكس ... ولكن بعد انتشار البشر في الأرض : نسخ ذلك الحكم بالتحريم ...
3...
يحرم في التوراة الحالية تسري الزوج على زوجته : في حين أنه ثابت لديهم أن إبراهيم عليه السلام تسرى بهاجر على زوجته سارة .. وهذا هو عين النسخ لو كانوا يعلمون !!!..
4...
أيضا ًيحرم في التوراة الحالية - وكما الإسلام - جمع الزوج بين الأختين معا ًبالزواج .. في حين أنه ثابت لديهم أيضا ًزواج يعقوب عليه السلام من أختين في نفس الوقت ! وذلك أيضا ًدليل على النسخ !
5...
كان مباحا ًلنوح عليه السلام أكل كل الحيوانات بعد خروجه من السفينة : ثم نسخ ذلك بتحريم بعضها !
6...
أوحى الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام ذبح ولده البكر - هو عندنا إسماعيل وقد حرفوه إلى إسحاق عليهما السلام - ثم نسخ الله تعالى ذلك قبل الذبح مباشرة : عندما تم الاختبار ونجح فيه إبراهيم وولده !
7...
كما أمر الله تعالى بقتل كل مَن عبد العجل الذهبي من بني إسرائيل بعد عبورهم البحر .. وذلك لبيان عظيم جرمهم لهم وأنه مستحق لقتلهم واستئصالهم جميعا ً: فلما أذعنوا لطاعة الأمر : نسخ ذلك ..
8...
البشارات التي تمتليء بها كتبهم منذ إبراهيم عليه السلام : بمجيء النبي الملك والخاتم : والذي يحمل الشرع الكامل ويتحدث بكل ما سيقوله له الله : كل ذلك يعني لكل عاقل : أنه سيأتي بنسخ لشريعتهم !
9...
فهذا كله يثبت النسخ عند اليهود - والنصارى أيضا ًمن المفترض أنهم يؤمنون بالتوراة أو العهد القديم -
كلمة آيات : جاءت كثيرا ًللحديث عن آيات القرآن بالفعل !!!.. وذلك في القرآن والسنة !!..
ففي القرآن مثل قوله عز وجل :
" الر .. كتاب أ ُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير " .. هود -1 ..
" ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي " ؟!!.. فصلت - 44 ..
" هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات " آل عمران - 7 ..
فهل تدل هذه الآيات هنا على شيء آخر غير جمل القرآن ؟!!!..
وكذلك أيضا ًجاء في السنة في صحيح مسلم مثلا ًقول النبي لأ ُبي بن كعب رضي الله عنه :
" يا أبا المنذر .. أتدري أيّ آية من كتاب الله معك أعظم ؟.. قال : قلت : {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال : فضرب في صدري وقال : والله ليهنك العلم أبا المنذر " .. أي أصاب في معرفة أعظم آية في القرآن ..
" ما ننسخ من آية أو ننسها .. نأتِ بخيرٍ منها أو مثلها .. ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير " ؟!.. البقرة – 106 ..
" وإذا بدلنا آية مكان آية .. قالوا إنما أنت مُفتر ِ .. بل أكثرهم لا يعلمون .. قل : نزله روح القدس من ربك بالحق : ليُثبت الذين آمنوا " .. النحل – 101 : 102 ..
" سنقرئك فلا تنسى ..( إلا ما شاء الله) " .. الأعلى – 6 : 7
ايضا الله يفعل مايريد
إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) هود
كما انه موجود ابجماع الامة من قرون
هذه الايات تؤمر اياض بلزوم الجماعة يعني انكار النسخ اكار للقران
فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) البقرة
الخطاب للصحابه
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء
سبيل المؤمنين هم الصحابة واجماع الامة
انكار الاجما يعني انكار القران
معنى كلمة النسخ .. والمراد بها في القرآن ...
النسخ في اللغة : هو محو الشيء وإزالته .. سواء أتيت بغيره بدلا عنه أو لا ... فهي من جهة تحمل معنى الإبطال والإزالة .. ومن الجهة الأخرى تحمل معنى الإثبات وعمل مثل الأصل !
فيقال مثلا ً: نسخ الشيء نسخا ً: أي أزاله ... وذلك مثل قولهم : نسخت الريحُ آثار الديار .. ونسخت الشمسُ الظل .. ونسخ الشيبُ الشباب .. ويقال أيضا ً: نسخ الله الآية : أي أزال حكمها الشرعي السابق .. ويقال كذلك : نسخ الحاكمُ الحكم أو القانون : أي أبطله ...
وأخيرا ًيقال : نسخ فلان ٌالكتاب : أي نقله وكتبه حرفا ًبحرف أو صنع صورة ًمماثلة ًمنه ..
------
فإذا فهمنا تلك المعاني ..
لاستطعنا فهم الكثير من كلام السلف والعلماء عندما يذكرون كلمة (نسخ) في كلامهم في القرآن وغيره !
فهم تارة يذكرون النسخ على أحكام : أبطلها الله ورسوله ... وسواء جاء هذا النسخ مرة ًواحدة ًأو متدرجا ًللتخفيف كنسخ حكم شرب الخمر ..
كقول الله تعالى مثلا ً: " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى : حتى تعلموا ما تقولون " ..
عُرف منه أنه يجوز شرب الخمر في غير أوقات الصلاة ..
ثم نزلت الآية الواضحة في تحريم الخمر بالاجتناب :
" إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام : رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه " ...
وتارة يذكرون النسخ مرادفا ًلمعاني الاستثناء وتخصيص العام وتفصيل المُجمل إلخ ..! كقول الله تعالى مثلا ًبعد أن ذكر الشرك والقتل بغير حق والزنا :
" ومَن يفعل ذلك : يلق آثاما ً.. يُضاعف له العذاب يوم القيامة : ويخلد فيه مهانا " ..
ثم نسخ ذلك الحكم بأن استثنى منه فقال عز وجل :
" إلا مَن تاب وآمن وعمل عملا ًصالحا ً.. فأولئك : يُبدل الله سيئاتهم حسنات " ...
هل النسخ في القرآن يعني البداءة على الله ؟..
البداءة في عالم البشر : هي أن يحكم الإنسان بشيء : ثم يبدو له خطأ ذلك الحكم مما لم يكن يعلمه :
فيستبدله بغيره أو يزيله ..!!
والسؤال :
هل تجوز البداءة في حق الله تعالى عالم الغيب والشهادة ؟...
والجواب :
هذا ما يقوله الجُهال والمغرضون عندما يربطون بين النسخ : وبين البداءة بالمعنى الذي وضحناه !!!..
والصواب :
أن ذلك منهم هو من الخبث بمكان : حيث قصروا معنى النسخ في خطأ الحكم وتصحيحه أو إلغائه : في حين أن له معان ٍأخرى : هي أظهر في نسبة النسخ إلى الله عز وجل مثل :
نسخ الحكم الأصعب بأيسر : وذلك من باب التخفيف على المسلمين .. وتذكيرهم بفضل الله عليهم ..
التدرج في تحريم ما تعلقت به قلوب الناس في الجاهلية - مثل الخمر وزواج المتعة مثلا ً- رحمة ًبهم ..
نسخ الحكم الأدنى : بآخر أعلى منه أجرا ًوأفضل : مثل تحويل القبلة من بيت المقدس للبيت الحرام ..
نسخ حكم عام من القرآن بتفصيله في السنة أو الاستثناء منه : وفيه بيان فضل وأهمية السنة للمسلمين ..
وهكذا ..... - وسوف أذكر جمعا ًجميلا ًللحِكم من النسخ وأنواعه في النقطة 8 بإذن الله - ..
والشاهد :
أنه لا يوجد عالم محترم من علماء الإسلام القائلين بالنسخ : قد فهم من النسخ (البداءة) على الله عز وجل كما يحاول المرجفون والكذابون ربط ذلك بذا ...! وأتحدى أي مخبول من هؤلاء أن يأتي بكلام لعالم مسلم محترم يقول بـ (البداءة) على الله عز وجل !
ولن يأتوا ....
1...
آيات لم تعد موجودة في المصحف (نسخ تلاوة) ولم يعرف حُكمها (نسخ حكم) ..
وهي التي أ ُنسيت بالكلية .. فلم يثبتها جبريل للنبي في العرضة الأخيرة للقرآن قبل موت النبي .. حيث كان جبريل يعارض النبي كل عام في رمضان عرضة ًلمراجعته القرآن : وعارضه في العام الأخير عرضتين - ومنها عرف النبي باقتراب أجله - فالذي تم تثبيته في هذه العرضة هو ما شاء الله حفظ القرآن عليه فيما بعد : وهو الذي يسر الله تعالى له تجميعه وتدوينه بعد ذلك في عهد أبي بكر كما سيأتي .. ومثال هذا النوع من النسخ : ما تم نسخه من سورة الأحزاب : حيث كان طولها يقارب البقرة !!!..
ومعلوم لدينا أن سورة الأحزاب يسميها البعض سورة (النبي) : وذلك لكثرة تعرضها لأحوال النبي وزوجاته وبناته إلخ .. ولعل ما تم نسخه منها كان خاصا بذلك الوقت : فأبدله الله تعالى ما يجمله بعد تفصيله آنذاك ..
والمهم : أن هذا النوع الأول من النسخ يسمى :
نسخ الحكم والتلاوة معا ً...
2...
آيات موجودة في المصحف ولكن : توقف العمل بها .. وهذا يسمى نسخ الحكم وبقاء التلاوة ...
ومثاله : نسخ الله لبقاء المتوفى عنها زوجها سنة ًكاملة ً: إلى أربعة أشهر وعشرا ًوبقت الآية :
" والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً : وصية ًلأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج " البقرة 240 ..
وتركها الله عز وجل بيانا ًللتخفيف على المسلمات من بعض ما كان يجري قبل الإسلام عليهن ..
وهذا النوع من النسخ يسمى :
نسخ الحكم : مع بقاء التلاوة ..
3...
آيات لم تعد موجودة في القرآن : ولكن حكمها باقي .. وفي ذلك النوع من النسخ دلالة على أهمية اطلاع المسلمين على السنة وكما سأشرح بعد قليل بإذن الله ..
ومثال هذا النسخ : نسخ آية الرجم للزاني من تلاوة المصحف : مع بقاء حكمها ..
ومثلها أيضا ًنسخ تحديد عدد الرضعات التي تحرم من الرضاعة بعشر ثم خمس من المصحف : مع بقاء حكمها ..
< وقد كان منتشرا ًفي زمن النبي الاسترضاع : فحد له الله تعالى عددا ً: وتدرج به إلى أن وصل إلى خمسة كما سيأتي > ..
وهذا النوع من النسخ يسمى :
نسخ التلاوة : مع بقاء الحكم ..
4...
نسخ القرآن لما قبله من الشرائع عند التعارض .. بمعنى أنه لو وجد حكمين ( مختلفين ) في مسألة واحدة في شرعنا وشرع مَن قبلنا : فيكون حكم شرع الإسلام : ناسخ ومُبدل لحكم الشرع السابق ... والأمثلة من القرآن كثيرة ...
منها أن أبناء آدم عليه السلام كانوا يتزوجون من بعضهم البعض باديء الأمر للحاجة القطعية لذلك : ولكننا نجده في شرعنا محرما .. وكذلك السجود للبشر : كان مباحا ًعلى سبيل التحية والإجلال : وكما سجد أخوة يوسف وأبواه له .. ولكنه محرم في شرعنا وقال النبي أنه لو أباحه لكان أباحه للزوجة لزوجها .. وأيضا ًلم يكن يباح للمؤمنين من قبل أن يتظاهروا بالكفر ولو اكرهوا عليه لينجون من العذاب أو القتل - مثل فتية الكهف - : ولكنه مباح في شرعنا .. إلخ
وأما من الجهة الأخرى العملية - وبالأمثلة - : فهناك نسخ كثير بالفعل عند اليهود الذين ينكرونه !
1...
فمن النسخ مثلا ًأن الطعام كله كان حلا ًلهم : إلا ما حرمه إسرائيل على نفسه (أي نبي الله يعقوب عليه السلام حيث حرم على نفسه أكل الإبل وألبانها) .. ثم حرم الله عليهم أيضا ًبعض الطيبات :
جزاءً لهم ولذنوبهم .. وكل ذلك ذكره القرآن عليهم بوضوح : وهو عين نسخ الأحكام !!!..
2...
نسخ حكم جواز تزويج الأخ والأخت في أولاد وبنات آدم عليه السلام .. حيث كان مقتضى الحكم وقتها أن يُزوج ابنا ًمن بطن (أي من الولادة الأولى) : إلى أخته من البطن الثانية : والعكس ... ولكن بعد انتشار البشر في الأرض : نسخ ذلك الحكم بالتحريم ...
3...
يحرم في التوراة الحالية تسري الزوج على زوجته : في حين أنه ثابت لديهم أن إبراهيم عليه السلام تسرى بهاجر على زوجته سارة .. وهذا هو عين النسخ لو كانوا يعلمون !!!..
4...
أيضا ًيحرم في التوراة الحالية - وكما الإسلام - جمع الزوج بين الأختين معا ًبالزواج .. في حين أنه ثابت لديهم أيضا ًزواج يعقوب عليه السلام من أختين في نفس الوقت ! وذلك أيضا ًدليل على النسخ !
5...
كان مباحا ًلنوح عليه السلام أكل كل الحيوانات بعد خروجه من السفينة : ثم نسخ ذلك بتحريم بعضها !
6...
أوحى الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام ذبح ولده البكر - هو عندنا إسماعيل وقد حرفوه إلى إسحاق عليهما السلام - ثم نسخ الله تعالى ذلك قبل الذبح مباشرة : عندما تم الاختبار ونجح فيه إبراهيم وولده !
7...
كما أمر الله تعالى بقتل كل مَن عبد العجل الذهبي من بني إسرائيل بعد عبورهم البحر .. وذلك لبيان عظيم جرمهم لهم وأنه مستحق لقتلهم واستئصالهم جميعا ً: فلما أذعنوا لطاعة الأمر : نسخ ذلك ..
8...
البشارات التي تمتليء بها كتبهم منذ إبراهيم عليه السلام : بمجيء النبي الملك والخاتم : والذي يحمل الشرع الكامل ويتحدث بكل ما سيقوله له الله : كل ذلك يعني لكل عاقل : أنه سيأتي بنسخ لشريعتهم !
9...
فهذا كله يثبت النسخ عند اليهود - والنصارى أيضا ًمن المفترض أنهم يؤمنون بالتوراة أو العهد القديم -
كلمة آيات : جاءت كثيرا ًللحديث عن آيات القرآن بالفعل !!!.. وذلك في القرآن والسنة !!..
ففي القرآن مثل قوله عز وجل :
" الر .. كتاب أ ُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير " .. هود -1 ..
" ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي " ؟!!.. فصلت - 44 ..
" هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات " آل عمران - 7 ..
فهل تدل هذه الآيات هنا على شيء آخر غير جمل القرآن ؟!!!..
وكذلك أيضا ًجاء في السنة في صحيح مسلم مثلا ًقول النبي لأ ُبي بن كعب رضي الله عنه :
" يا أبا المنذر .. أتدري أيّ آية من كتاب الله معك أعظم ؟.. قال : قلت : {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال : فضرب في صدري وقال : والله ليهنك العلم أبا المنذر " .. أي أصاب في معرفة أعظم آية في القرآن ..
ومَن قال أنه لم يكن هناك أية أحكام شرعية مطلقا ًفي مكة قبل الهجرة ؟!!!!...
ألم تشرع الخمس صلوات قبل الهجرة في معراج النبي - تقريبا ًقبل الهجرة بثلاث سنوات - ؟!!..
ألم يكن هناك صلاة التطوع والتهجد ليلا ًبل كانت واجبة : حتى خففها الله تعالى على المسلمين ؟
ألم يكن ذلك التخفيف هو (( نسخ )) بالمعنى المعروف ؟؟!!.. ألم يكن ما قاله الله تعالى في ذلك التخفيف :
هو تبديل آية مكان آية ؟!!!!!!!!..
ولمَن لا يصدق :
تعالوا معا ًنقرأ فرضية قيام الليل على النبي - والتي تبعه فيها طائفة من الذين معه - حيث قال له عز وجل :
" يا أيها المزمل : قم الليل إلا قليلا ً.. نصفه : أو انقص منه قليلا ً.. أو زد عليه : ورتل القرآن ترتيلا ً" !!..
ثم تعالوا نقرأ نسخ هذا الحكم وتبديله للأخف في آخر آية من نفس سورة المزمل وهي الآية 20 :
" إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل : ونصفه : وثلثه : وطائفة من الذين معك .. والله يقدر الليل والنهار .. علم أن لن تحصوه : فتاب عليكم .. فاقرؤوا ما تيسر من القرآن .. علم أن سيكون منكم مرضى : وآخرون يضربون في الأرض : يبتغون من فضل الله .. وآخرون يقاتلون في سبيل الله : فاقرؤوا ما تيسر منه .. وأقيموا الصلاة .. وآتوا الزكاة .. وأقرضوا الله قرضا حسنا .. وما تقدموا لأنفسكم من خير : تجدوه عند الله هو خيرا : وأعظم أجرا .. واستغفروا الله : إن الله غفور رحيم " ...!
وبذلك : يسقط تعارضهم الموهوم وشبهتهم المبنية على سراب في آية :
" وإذا بدلنا آية مكان آية .. قالوا إنما أنت مُفتر ِ .. بل أكثرهم لا يعلمون .. قل : نزله روح القدس من ربك بالحق : ليُثبت الذين آمنوا " .. النحل – 101 : 102 ..
>>>
وأما الآية الثالثة : والتي أرادوا أن ينفوا فيها أن ينسى الأنبياء وخصوصا ًنبينا محمد حينما قال تعالى :
" سنقرئك فلا تنسى .. إلا ما شاء الله " .. الأعلى – 6 : 7 ..
أقول :
النبي بشر .. ولقد تكرر في القرآن الكريم تأكيد وذكر هذا المعنى الهام في أكثر من موضع مثل قوله :
" قل إنما أنا بشر ٌمثلكم : يوحى إليّ " .. من أواخر سورة الكهف ...
وعلى هذا : فقد جاءت الآيات والأحاديث لا تجد حرجا ًفي نسبة النسيان إلى الأنبياء وإلى النبي محمد مثل نسيان آدم عليه السلام :
" ولقد عهدنا إلى آدم من قبل : فنسي ولم نجد له عزما " طه - 115 ..
ومثل نسيان موسى عليه السلام وفتاه للحوت :
" فلما بلغا مجمع بينهما : نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا " .. الكهف - 61 ..
ومثل قول موسى عليه السلام أيضا ًفي نفس السورة معتذرا ًللخضر :
" قال : لا تؤاخذني بما نسيت : ولا ترهقني من أمري عسرا " .. الكهف - 73 ..
وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
فقد جاء في الأحاديث أنه نسي في صلاته أحيانا ًعدد الركعات .. وكان ذلك لحكمة ... ألا وهي معرفة المسلمين ماذا يفعلون إذا تعرضوا للنسيان مثله في الصلاة ...
وأما دلالة الآية من سورة الأعلى : " سنقرئك فلا تنسى : إلا ما شاء الله " :
فلو أراد الله تعالى نفي النسيان للوحي عن النبي تماما ً: لكان اكتفى سبحانه بقوله تعالى :
" سنقرئك فلا تنسى " .. أما وقد ذكر عز وجل مستثنيا ً: " إلا ما شاء الله " :
فبين بذلك عدة معاني مستفادة .. من أهمها :
أن الحفاظ على الوحي النهائي الذي يريده الله تعالى للبشر : فهو راجع لمشيئة الله تعالى وحكمته في تثبيت ما يريد : وإنساء ما يريد ..!!! وذلك إلى أن يستقر القرآن على صورته التي ارتضاها الله ..
وعليه : فقد وضح سبحانه بهذه الآية جواز النسيان في الوحي على الرسول ولكن : بمشيئة الله وليس بالنسيان البشري العادي للوحي .. والذي طمأن الله تعالى نبيه منه قائلا ًله وكان يتعجل تكرار
آيات الوحي حين نزولها مخافة نسيانها :
" ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه : وقل : رب زدني علما " طه - 114 ...
" لا تحرك به لسانك لتعجل به : إن علينا جمعه وقرآنه " القيامة - 16 : 17 ..
ما الحكمة من النسخ في القرآن ...
1...
لعل أبرز الحكم حتى الآن كما لاحظنا هي :
التدرج في الكثير من الأحكام على المسلمين .. وهو منهج رباني يدل على رحمة الله تعالى بعبيده .. وتعليم الدعاة مراعاة توغل العادات الخاطئة عند بعض الناس .. وتدرج بيان خطأها وقبحها لهم : ثم تنفيرهم منها تمهيدا ًلتحريمها مثل الخمر مثلا ...
ولعل قائل يقول هنا أن الإسلام : لم يأمر بالخمر أصلا ًحتى ينسخ حكمه !!!.. إنما وجده متوغلا ً: فتركه إلى أن جاء وقت بيان حكمه .. ومثله في ذلك مثل زواج المتعة ... إلخ
أقول : بل هو نسخ ...!
لأن مجرد حدوثه - أي شرب الخمر او زواج المتعة - وإقرار النبي له : فهو شرع في وقتها بالإباحة ! ولو قرأ أحد العوام أحد الآيات التي تتحدث عن الخمر : غير الآية التي في الأمر بالاجتناب صراحة ً: فلن يفهم منها أبدا ًالتحريم !!.. فلك أن تتخيل ذلك الوقت منذ إعلان الرسالة : وإلى قبل نزول تلك الآية : ماذا كان حكم الخمر ؟!
2...
وأما الحكمة الثانية .. فهي قريبة من الأولى .. وهي إظهار باب إرادة الله تعالى اليسر بالمؤمنين وليس العسر بهم .. وذلك مثل تخفيف حكم الصوم .. وحكم تخفيف الثبات لعشرة أضعاف بالضعفين
إلخ وأما لو سأل سائل عن سبب بقاء الآيات المنسوخة في القرآن رغم انتهاء العمل بها ؟؟ فأقول : هي للتذكير بفضل الله ورحمته عند قراءتها : ولتعليم الدعاة والقضاة والحكام وغيرهم كما قلنا ..
3...
بيان سعة علم الله تعالى .. وأنه لا معقب لحكمه .. يفعل ما يشاء .. وهذه المعاني لا ينتبه إليها الكثيرون للأسف .. رغم أنها سهلة الملاحظة مع قليل التدبر لمَن يشاء .. فمثلا ً: نعلم جميعا ًأن القرآن الذي بين أيدينا الآن : قد أنزله الله تعالى إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ومع أول وحي للنبي في الغار : ثم بدأ نزوله من بعد ذلك متفرقا ً ومُنجما ًعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفق مشيئة الله تعالى وحكمته وتدرجه بالمؤمنين وتثبيتا ًلهم ..
وعلى هذا .. فرغم معرفة الله تعالى مثلا ًبأن حكم الخمر سيؤول في النهاية للأمر باجتنابها : إلا أنه لم يجعل هذه الآية هي أول ما ذكر عن الخمر ..! وهكذا هي كل أنواع النسخ والتبديل والمحو : تجري بإرادة الله تعالى وحكمته ورحمته ومشيئته وقدرته .. يقول عز وجل :
" يمحو الله ما يشاء ويُثبت .. وعنده أم الكتاب " .. الرعد – 39 .. أي اللوح المحفوظ الذي فيه خبر كل شيء ونسخه ..
فنجد فيه مثلا قدر الله في الشيء ونسخه ..! مثل قد وقوع حادث للولد : ونسخه بعدم الوقوع لدعاء أمه له !
وقليل ٌمَن يتدبر كل ذلك كما قلت للأسف ...
(ومثال لتصور مثل هذه الحكمة - وهي أن يأتي الله تعالى بشيء : يخالف المآل الذي سيؤول إليه ذلك الشيء - : هو قول الله تعالى لموسى وأخيه عند ذهابهما إلى فرعون : " فقولا له قولا لينا : لعله يتذكر أو يخشى " .. رغم أن الله تعالى يعرف بموت فرعون على الكفر مُسبقا) ..
4...
أيضا ًمن أهم حكم النسخ : هو إبراز وتفعيل دور السنة النبوية وأحاديث النبي وأهميتها للأمة المؤمنة ... فالكثير من الأوامر والعبادات والأحكام : جاءت السنة بشرحها وبيانها وتفصيلها والاستثناء منها : وبما ليس في القرآن تفصيله لشموليته وعموميته ....
مثل تفاصيل كثيرة في العقيدة تعصم من الزلل عند المتكلمين والمتمنطقين والمغترين بالعقل ونحوه ..
ومثل تفاصيل الصلاوات الخمس : مواقيتها وعددها وعدد ركعاتها وهيئاتها وما يقال فيها وكيفياتها إلخ
ومثل تفاصيل أحكام الصوم وكفارة الإفطار فيه أو الجماع إلخ ..
وكذلك الزكاة وصفها ومقاديرها وشروطها ..
وكذلك تفاصيل العمرة والحج ومناسكهما وأيامهما وما يفعل فيهما من إحرام وعبادة وتحلل وشروطها إلخ
وكذلك عشرات المعاملات التجارية والاجتماعية .. وحتى الأطعمة ...!
فنجد تحريم أكل لحم الحُمُر الأهلية (وهو الحمار العادي المعروف للفلاح وغيره - غير الحمار الوحشي) ..
ونجد استثناء جواز أكل السمك الميت والجراد الميت من تحريم أكل الميتة في القرآن !!..
ونجد كذلك استثناء أكل الكبد والطحال (وهما من الدم) من تحريم أكل الدم في القرآن !!..
وهكذا عشرات الأمثلة لا تنتهي في دور السنة مع القرآن ...
ولتشبيه العلاقة بينهما ولله تعالى المثل الأعلى :
فالقرآن : هو كالكتاب الأساسي العام والمُجمل لأحد الدكاترة في الجامعة أو أحد قضاة القوانين العامة إلخ ...
وأما السنة : فهي كمذكرات الشرح والتوضيح والتفصيل ..
وأما اختبار الله تعالى للمسلمين بنسخ السنة للقرآن (وقد علمنا أن النسخ يكون بالاستثناء وتفصيل المُجمل وتخصيص العام إلخ) : فهو لفت انتباههم لأهمية الأخذ بالسنة ومكانتها في التشريع .. وفضح جهل وخسران كل مَن يدعي أنه (قرآني) فقط وينكر السنة ...
ومثال ذلك أيضا ًمن حياتنا العملية ولله تعالى المثل الأعلى :
فهو كدكتور جامعة له محاضرات لكتابه الأساسي : ومحاضرات أخرى لشروحات وتفصيل الكتاب .. فعلم أن هناك بعض الطلبة الفشلة لا يحضرون إلا محاضرات الكتاب الأساسي : ولا يحضرون محاضرات الشرح والتفصيل .. فيتعمد هنا أن تأتي مجموعة أسئلة في الامتحان : مما يجيء في محاضرات الشرح والتفصيل التي لا يحضرها هؤلاء !!.. وحتى يفضحهم ويكشف تهربهم وفساد دراستهم عمليا !!..
فنجد السنة مثلا وقد حددت لنا عدد الرضعات التي يحرم بها ما يحرم من النسب .. وحددت لنا رجم المحصن الزاني أو المحصنة الزانية وهكذا ... ومما لم يأت في القرآن نصا ..
5...
نسخ القرآن دلالة على قدرة الله تعالى على الإتيان بمثل القرآن الذي بين أيدينا الآن .. وهو جنس ما تحدى به الجن والإنس فلم يستطيعوا إلى اليوم : ولن يستطيعوا !!.. ولكنه سبحانه فعل : وأتى بقرآن مثل القرآن : نسخه بمشيئته وحكمته وإرادته : فكان عنوانا لكل ذي عينين بأن القرآن (كلام الله) يتكلم به متى شاء ولا يعجزه الاستكثار منه ومن إعجاز نظمه وبيانه :
" قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي : لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي : ولو جئنا بمثله مددا " الكهف 109 ..
" ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام : والبحر يمده من بعده سبعة أبحر : ما نفدت كلمات الله " لقمان 27
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق